[٥١] ـ (يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على دعائكم الى التوحيد (أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي) خلقني (أَفَلا تَعْقِلُونَ) قولي فتعلمون أنه الحق.
[٥٢] ـ (وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) سبق مثله (١) (يُرْسِلِ السَّماءَ) المطر وكانوا قد أجدبوا (عَلَيْكُمْ مِدْراراً) كثير الدرّ (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ) بالمال والنسل ، وكانوا قد أعقمت نساؤهم (وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) لا تدبروا عما أدعوكم إليه مشركين.
[٥٣] ـ (قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ) بحجة تصدّق دعواك لم يعتبروا بمعجزاته (وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا) أي عبادتهم (عَنْ قَوْلِكَ) أو بقولك (وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) بمصدقين.
[٥٤] ـ (إِنْ) ما (نَقُولُ) فيك (إِلَّا) قولنا (اعْتَراكَ) أصابك (بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ) بخبل لسبّك إيّاها ، فصرت تهذي (قالَ إِنِّي) وفتح الياء «نافع» (٢) (أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُوا) أنتم أيضا (أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) به.
[٥٥] ـ (مِنْ دُونِهِ) من آلهتكم التي تزعمونها خبّلتني (فَكِيدُونِي) فاحتالوا في ضرّي (جَمِيعاً) أنتم وآلهتكم (ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ) لا تمهلوني.
وهذه معجزة له ، إذ جبّههم بذلك مع وحدته بينهم وشدّة حنقهم وعتوّهم ثقة بعصمة الله ، فعصمه الله منهم.
[٥٦] ـ (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ) وثقت به (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها) إلّا وهو مالكها وقاهرها.
والأخذ بالناصية مثل لذلك (إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) على الحق والعدل.
[٥٧] ـ (فَإِنْ تَوَلَّوْا) تتولوا أي تعرضوا (فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ) أدّيت
__________________
(١) في هذه السورة الآية (٣).
(٢) النشر في القراآت العشر ٢ : ٢٩٢.