تقديم
١
تأتي السنّة النبوية في الأهميّة بعد القرآن الكريم ، فلها دورها المشرق في بناء صرح الإسلام ، وإنشاء قواعده ، وتأسيس حضارته ... وهي منهج كامل لجميع ما يسعد به الإنسان نفسيا واجتماعيا ، فقد أقامت له قواعد الأخلاق ، واصول الآداب ، وما يتميّز به الإنسان من الصفات الحميدة ، والأوصاف الشريفة ، فقد عبّدت له الطريق وأوضحت له القصد ، وحرّرته من جميع الخلفيات التي تلقي به في قرار سحيق من مآثم هذه الحياة.
٢
وتكفّل القرآن الحكيم بتأسيس القواعد العامّة للتكاليف الشرعية من العبادات والمعاملات ، والعقود والايقاعات من دون أن يعرض إلى كيفيّاتها وكمياتها وأجزائها وشرائطها وموانعها ، إلاّ انّ السنّة قد تبنّت تفصيل ذلك ، وأوضحت جميع ما يرتبط بالتكاليف الشرعية ، فكانت بذلك عنصرا مهما في بناء العقيدة الإسلامية ، فقد ارتبطت بالقرآن الكريم ارتباط الجزء بالكلّ ، وكلاهما يعملان على تطوير حياة الإنسان ، وتهذيب سلوكه ، وإبعاده عن شرور هذه الحياة.