وصفاتهم من جنات صفاته (وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) بالوجود الموهوب بعد الفناء في الذات (وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا) بظهور أنيتهم (وَاسْتَكْبَرُوا) طغوا عند تجليات الصفات وتنوّرهم بنورها ، فظهروا بها ونسبوها إلى أنفسهم كمن قال : أنا ربّكم الأعلى.
(فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً) باحتجابهم ببقايا ذواتهم وصفاتهم وحرمانهم عن مقام الجمع (وَلا يَجِدُونَ) غير الله (وَلِيًّا) يواليهم برفع حجاب الذات (وَلا نَصِيراً) ينصرهم في رفع حجاب الصفات البرهاني وهو التوحيد الذاتي والنور المبين وهو التفصيل في عين الجمع ، أي : القرآن الذي هو علم الجمع والفرقان الذي هو علم التفصيل.
[١٧٥ ـ ١٧٦] (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً (١٧٥) يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٧٦))
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بالتوحيد الذاتي واعتصموا به أي : في كثرة الصفات وتفرّقها وراعوا الجمع في التفاصيل (فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ) من جنات الصفات التي لا يعرف كنهها (وَفَضْلٍ) من جنات الذات (وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً) بالاستقامة إلى الوحدة في تفاصيل الكثرة أو رحمة من جنات الأفعال وفضل من جنات الصفات ، ويهديهم إليه صراطا مستقيما من تفاصيل الصفات إلى الفناء في الذات ، والأولى أولى بهذا المقام ، ولك التطبيق على تفاصيل وجودك وأحوالك في نفسك حيث أمكن من هذه السورة على القاعدة التي مرّت في سورة (آل عمران) والله تعالى أعلم.