وجوارحه لا يرضى بنقص أقلّ جزء منه ولا بشقائه فكذلك هو ، بل أشدّ اهتماما لدقة نظره (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ) ينجيهم من العقاب بالتحذير عن الذنوب والمعاصي برأفته (رَحِيمٌ) يفيض عليهم العلوم والمعارف والكمالات المقرّبة بالتعليم والترغيب عليها برحمته.
[١٢٩] (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (١٢٩))
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) وأعرضوا عن قبول الرأفة والرحمة لعدم الاستعداد أو زواله وتعرّضوا للشقاوة الأبدية (فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ) لا حاجة لي بكم ولا باستعانتكم كما لا حاجة للإنسان إلى العضو المألوم المتعفن الذي يجب قطعه عقلا ، أي : الله كافيني ليس في الوجود إلا هو فلا مؤثر غيره ولا ناصر إلا هو (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) لا أرى لأحد فعلا ولا حول ولا قوّة إلا به (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) المحيط بكل شيء يأتي منه حكمه وأمره إلى الكل.