(إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) لمعرفته بنعم الله واستعمالها على الوجه الذي ينبغي.
[٤] (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (٤))
(وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) القوى في كتاب اللوح المحفوظ أي : حكمنا فيه (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) مرة في مقام النفس حالة كونها أمّارة لتفسدنّ في طلب شهواتكم ولذاتكم (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) باستيلائكم على القلب وغلبتكم واستعلائكم عليه ومنعكم إياه عن كماله واستخدام قوته المفكرة في تحصيل مطالبكم ومآربكم ، ومرة في مقام القلب عند تزينكم بالفضائل وتنوّركم بنور القلب وظهوركم ببهجة كمالاتكم لتفسدنّ بالظهور بكمالاتكم واحتجاب القلب بفضائلكم عن شهود تجلي التوحيد والحجب النورية أقوى من الحجب الظلمانية لرقتها ولطافتها وتصوّرها كمالات يجب الوقوف معها ، ولتعلن في مقام الفطرة بالسلطنة بالهيئات العقلية والكمالات الإنسية.
[٥] (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (٥))
(فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) أي : وعد وبال أولاهما (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا) من الصفات القلبية والأنوار الملكوتية والآراء العقلية (أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) ذوي سلطنة وقهر (فَجاسُوا خِلالَ) ديار أماكنكم ومحالكم وقتلوا بعضكم بالقمع والقهر وسبوا ذراري الهيئات البدنية والرذائل النفسانية ونهبوا أموال المدركات الحسيّة واللذات البهيمية والسبعية (وَكانَ وَعْداً) على الله (مَفْعُولاً) لإيداعه قوة الكمال وطلبه في استعدادكم وركزه أدلة العقل في فطرتكم.
[٦] (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (٦))
(ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ) الدولة بتنوّركم بنور القلب وإقبالكم على الصدر وانصرافكم إلى مقتضى نظر العقل ورأيه (وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ) العلوم النافعة والحكم العقلية والشرعية والمعارف القلبية (وَبَنِينَ) من الفضائل الخلقية والهيئات النورانية (وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) بكثرة الفضائل والملكات الفاضلة والأخلاق الحسنة.
[٧] (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً (٧))
(إِنْ أَحْسَنْتُمْ) بتحصيل الكمالات الخلقية والآراء العقلية (أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ) باكتساب الرذائل والهيئات البدنية (فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ) المرة (الْآخِرَةِ) بالفناء في