وإخلاص العمل ، ولذلك قال كتاب الله تعالى في سورة غافر : (وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) وقال في سورة الشورى : (اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ). وقال في سورة ق : (تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ).
وأن يكونوا من أهل الإيمان ، لأن الله تعالى يقول في سورة الذاريات : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) وأن يكونوا من أهل الخشية ، لأن القرآن يقول في سورة الأعلى : (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى ، سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى ، وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى ، ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى). وأن يكونوا ممن يخافون عذاب الله ويرجون رحمته ، لأنه سبحانه يقول في سورة ق : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ). وأن يكونوا من أهل التقوى ، لأن الحق جل جلاله يقول في سورة الأعراف : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ).
والقران المجيد يهدد أشد التهديد أولئك الذين يهيء أمامهم باب التذكر ولا يتذكرون ، والذين يثير فيهم عوامل الذكرى ولا يستجيبون ، فيقول في سورة السجدة : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ). ويقول في سورة المائدة : (وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) ويقول في سورة الأنعام : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) أي آيسون أو مكتئبون. ويقول في سورة الأعراف : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ ، وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ). ويقول عن الكافرين في سورة الصافات : (وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ). ويقول في سورة الكهف : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ ، إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ، وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً ، وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً). ويقول عن المكذبين بيوم الدين ، الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين ، يقول عنهم في