فُرُوجَهُنَّ).
وكما طالب القرآن بالعفة في النظر طالب بالتعفف عن التبرج وإبداء الزينة المثيرة أو العورة التي يجب سترها ، فقال في سورة النور : (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). أي أن العجائز اللاتي يغلب عليهن البقاء في البيوت والقعود فيها ، ولا يطمعن في الزواج لكبر سنهن ، ويأسهن من تطلع الرجال إليهن ، لا حرج عليهن في وضع بعض ثيابهن الخارجية ، مع الابتعاد عن التبرج وكشف العورات ، ومهما يكن الأمر فالاستعفاف بالاحتياط والتستر خير لهن ، فقد يساء استغلال وضعهن بعض ثيابهن ، والله مطلع على خفايا النوايا ، وخبايا الصدور ، لأنه سميع عليم.
وقد أكد القرآن هذا المعنى حين قال في سورة النور عن النساء : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها ، وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ ، وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ (١) مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ ، وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وفي سورة الأحزاب يقول الله تعالى :
(وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى).
وأشار القرآن الكريم الى العفة في شأن المال ، والأساس فيها أن لا يأخذ الإنسان إلا ما كان حقّا حلالا له ، وأن يصون يده عن أن تتناول شيئا من مصدر حرام أو فيه شبهة ، لأن كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به.
وفي سورة النساء جاء قول الله تعالى :
__________________
(١) أصحاب الرغبة والحاجة الى النساء.