الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ، يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ، وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ، وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ ، فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١)». ومعنى قوله : (وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ) أنه لا أحد أوفى بعهده ، ولا أصدق في انجاز وعده ، من الله جل جلاله ، فهو القادر المتمكن من الوفاء ، وهو أصدق الواعدين ، وأوفى المعاهدين.
وهناك آيات قرآنية كثيرة تذكر اتصاف الله تعالى بالوفاء ، ففي سورة آل عمران : (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ، والله لا يحب الظالمين) (٢). وفي سورة فاطر : (ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ، ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور) (٣) ..
والله جل جلاله يوفي كل انسان حقه ، سواء أكان مستقيما أم منحرفا ، صالحا كان أم صالحا ، فكل واحد منهم وما يستحقه ويليق به ، يقول جل جلاله في سورتي البقرة وآل عمران : (ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) (٤). ويقول في آل عمران : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) (٥). ويقول في سور الزمر :
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية ١١١.
(٢) سورة آل عمران ، الآية ٥٧.
(٣) سورة فاطر ، الآيتان ٢٩ و ٣٠.
(٤) سورة البقرة ، الآية ٢٨١ وآل عمران ، الاية ١٦١.
(٥) سورة آل عمران ، الآية ١٨٥.