وهو الذي كان يخشع في صلاته ، ويشعر بجلال من يناجيه ويصلي له. وكان يقول : «ما دخلت في صلاة قط فأهمني فيها الا ما أقول وما يقال لي».
ولقد رأى بعض الناس الربيع بن خيثم يتعب نفسه في العبادة ، فقالوا له ناصحين : لو أرحت نفسك؟. فأجاب : «راحتها أريد»!!.
ولذلك كان يقول : «لو أن لي نفسين ، اذا علقت احداهما سعت الأخرى في فكاكها؟. ولكنها نفس واحدة ، فان أنا أوثقنها من يفكها»؟!
ومن نصائحه أيضا قوله : «كن وصي نفسك ، ولا تجعل أوصياءك الرجال».
وحينما مرض الربيع بن خيثم قيل له : ألا ندعو لك طبيبا؟
فقال : أنظروني. ثم فكر وقال : «وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ، قد كانت فيهم أطباء ، فما أرى المداوي بقي ولا المداوى ، هلك الناعت ، والمنعوت له ، لا تدعوا لي طبيبا»!.
وأوصى الربيع بن خيثم ـ وكفى بالله شهيدا ، وجازيا لعباده الصالحين ومثيبا ـ فكانت وصيته : «اني رضيت بالله ربا ، وبالاسلام دينا ، وبمحمد رسولا ، وأوصي نفسي ومن أطاعني ، أن يعبد الله في العابدين ، ويحمده في الحامدين ، وينصح لجماعة المسلمين».
وأوصى أهله بشأن ما يفعلونه عند موته : «لا تشعروا بي أحدا ، وسلّوني الى ربي سلّا»!!.