(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) ، (فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ، (وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) ، (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) ، (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ، (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ).
* * *
ولقد توسع الصوفية في الحديث عن فضيلة «المحبة». وقالوا فيها كثيرا من الكلمات النوابغ ، وعنوا عناية خاصة بمحبة الانسان لربه ، فهذا ذو النون يسأله سائل عن المحبة ، فيقول : «المحبة أن تحب ما أحب الله ، وتبغض ما أبغض الله ، وتفعل الخير كله ، وترفض كل ما يشغل عن الله ، وأ لا تخاف في الله لومة لائم ، مع العطف للمؤمنين ، والغلظة على الكافرين ، واتباع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الدين». ويقول محمد بن علي الترمذي : «حقيقة حب الله دوام الانس بذكره». ويقول رويم البغدادي : «المحبة هي الموافقة في جميع الأحوال» ، وأنشد :
ولو قلت لي : مت ، متّ سمعا وطاعة |
|
وقلت لداعي الموت : أهلا ومرحبا |
ويقول حاتم الأصم : «من ادعى حب الله من غير ورع عن محارمه فهو كذاب». ولقد يتوسع بعض اقطاب الصوفية في تصوير حبهم لله ، وانشغالهم به ، وفنائهم في رحابه ، ويصوّرون ذلك نثرا وشعرا ، ومن المنسوب الى الامام الدسوقي قوله :
اذا لم يكن معنى جلالك لي يروى |
|
فلا مهجتي تشفى ، ولا كبدي تروى |