أمرين ، هما التوحيد النابع من الايمان الخالص ، واحسان العمل.
وأما غير المؤمنين فهم نهب الخوف والحزن ، ولا شك ـ كما يقول تفسير المنار ـ أن المخاوف والاحزان تساور الذين لبسوا ايمانهم بظلم الوثنية ، وأساءوا أعمالهم بالاعراض عن الهداية الدينية.
ترى أصحاب النزغات الوثنية أو الالحادية في خوف دائم حتى مما لا يخيف ، لأنهم يعتقدون ثبوت السلطة الغيبية القاهرة لكل ما يظهر لهم منه عمل لا يهتدون الى سببه ، ولا يعرفون تأويله.
يستخذون للدجالين والمشعوذين ، ويرتعدون من حوادث الطبيعة الغريبة ، اذا ظهر لهم نجم مذنّب ، تخيلوا أنه منذر يهددهم بالهلاك ، واذا أصابتهم مصيبة بما كسبت أيديهم من الفساد ، توهموا أنها من تصرف بعض العباد ، وتراهم في جزع وهلع من حدوث الحوادث ، ونزول الكوارث ، لا يصبرون في البأساء والضراء ، ولا ينفقون في الرخاء والسراء :
«إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ، إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ، إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ».
ويلح التفسير في البيان فيقول ان هذه حال من فقد التوحيد الخالص ، وحرم من العمل الصالح في هذه الحياة الدنيا :
«وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ».
وانما كان صاحب النزغات الوثنية في خوف مما يستقبله ، وحزن مما ينزل به ، لأن ما اخترعه له وهمه من السلطة الغيبية لغير الله التي يحكمها