«وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ» (١).
والسبيل القاصد كما عرفنا هو الطريق المستقيم الذي لا ينحرف ولا يلتوي كأنه يقصد قصدا الى غايته في اعتدال وسداد ، بخلاف الطريق الجائر ، فهو المنحرف الذي لا يوصل الى الغاية ولا يقف عندها. ومعنى الآية أن الله سبحانه يبين الطريق المستقيم المعتدلة بالرسل والبراهين ـ وهي طريق الاسلام ـ ومن الطريق ما يكون جائرا ومنحرفا عن الحق فلا يهتدي به ، والمقصود بأهل الطريق الجائر والله أعلم هم أهل الاهواء المختلفة وأهل الكفر.
وجاء في سورة فاطر قوله تعالى :
«ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ» (٢).
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : هذه الامة ثلاثة أثلاث يوم القيامة : ثلث يدخلون الجنة بغير حساب ، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ، وثلث يجيئون بذنوب عظام ، حتى يقول : ما هؤلاء ، وهو أعلم تبارك وتعالى ، فتقول الملائكة : هؤلاء جاءوا بذنوب عظام الا أنهم لم يشركوا بك ، فيقول الرب : أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي ، وتلا عبد الله هذه الآية :
__________________
(١) سورة النحل الآية ٩.
(٢) سورة فاطر ، الآية ٣٢.