إقامة الدليل على ذلك ، وأما الثاني : فلأنه لا يلزم من نفي كونها حية أن تكون معظمه ، بأن جهات التعظيم مختلفة.
قال ابن عرفة : لأي شيء لم يقل لم يخلقوا ذرة ، فهو أحقر من الذباب وأصغر ، والذرة هو المعنى الذي يراه الناظر من شقاق الباب من عين الشمس ، وأجيب : بأن المراد بخلق الذرة إيجادها عن عدم ، وهذا لم يدعه أحد بوجه ، وأما خلق الذباب فهو راجع إلى جميع أجزائه عن تفريق ونفخ الروح فيه وخلق الأعراض له ، وهذا قد ادعاه المعتزلة فقالوا : أنهم يخلقون أفعالهم ، وقد كان عيسى عليهالسلام ، يحيي الموتى ، فإيجاد الذباب أخف من إيجاد الذرة ، والعجز عنه يستلزم العجز عن إيجاد الذرة من باب أحرى ، ولا سيما إذا قلنا : إن القادر على إيجاد الجزء المكمل يصدق عليه أنه قادر على الجميع ، فالقادر على إيجاد الحياة يصدق عليه أنه خالق للذرات ، لأن فعله حصل كمال الذات.
قوله تعالى : (ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ).
قال الزمخشري : ما عرفوه حق معرفته.
ابن عرفة : هذا يلزم عليه أن تكون لمعرفة ذاته والإحاطة به ممكنة ، وليس الأمر كذلك مع أن المسألة فيها خلاف.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ).
هذا من عطف العام على الخاص ؛ لأن العبادة أعم ، قال : ويحتمل أن يراد والخصوص ، أي اخضعوا في ركوعكم وسجودكم ، وهي عبارة قاصرة.
قوله تعالى : (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ).
عبارة متعدية للغير مع إعطاء الزكاة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.