كما قال الزمخشري (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) [سورة البقرة : ١٤٤] ، قال : (قَدْ نَرى) ربما نرى ، ومعناه كثرة الرؤية كقوله :
قد أترك القرن مصفرا أنامله
والكثرة في متعلق العلم ؛ لأن علم الله متحد لا يوصف بالكثرة ، ولا بالقلة.
قوله تعالى : (الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ).
المجرور إما فاعل أو مفعول ، أي المعوقين الذين بهم بعضكم ، والمعوقين من غيركم لبعضكم فمعكم أو معوق مثل علمت المكرم فمنكم إما حال أو مفعول ، وكونه مفعولا أقرب لإقبال الخطاب صرف الذم إليهم ، ومدح المؤمنين لعدم إتباعهم ، وإذا كان فاعلا يكون فيه تهييج على الفرار منهم فقط وما سيقت الآية لهذا.
قوله تعالى : (وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا).
عطف تفسير كقوله تعالى : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ) [سورة التوبة : ٦١] فهو من عطف الصفات أو من عطف الموصوفات.
قوله تعالى : (وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً).
يحتمل معنيين :
أحدهما : أن فيهم نجدة ، وشجاعة ، وقدرة على القتال ، لكنهم يتناحلون ويظهرون الضعف والعجز.
والثاني : أنهم عاجزون عن القتال كالنساء لما يدركهم من الهلع والخور والخوف ، وهو الظاهر أي من شأنهم أنهم لا يأتون البأس ولا يستطيعونه ولا يقدرون عليه.
قوله تعالى : (أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا).
هذه لنفي الماضي المقبل بزمن الحال.
قوله تعالى : (فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ).
ابن عرفة : يحتمل عندي أن يريد بالإحباط بتبكيتهم ، وعدم اتصالهم بغرضهم في صدهم المؤمنين ، وخذلانهم عن القتال ، وأنهم لا يسعفوهم بمطلوبهم في قولهم : هلم البناء ، خلاف ما حمله عليه المفسرون.
قوله تعالى : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ).