قوله تعالى : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ).
الأصل تقديم الليل [٦٤ / ٣١٤] لأن العرب تؤرخ بالليل ؛ لكن إنما قدم الصباح لكي ينظروا ويتأملوا من مواضعهم ، فإذا مروا عليهم بالليل تذكروا ، وأما كانوا نظروا بالنهار.
قلت : أو لأن مرورهم بالنهار أكثر ، وتأكيد بإن مثل :
جاء شقيق عارضا رمحه |
|
إن بني عمك فيهم رماح |
لأن حالتهم في الغفلة وعدم التذكر والاعتبار شبيهة بحالة من لم تمر عليهم ؛ ولا نظر لمساكنهم ولا لمصرعهم ؛ فهو من نفي اللازم لنفي ملزومه فلذلك أخره.
قوله تعالى : (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ).
قال ابن عرفة : قال الفقيه أبو عبد الله محمد بن نزار : يوم جمعة في الكتبيين : أبق بكسر الباء فأنكرتها عليه وأنا صغير ؛ فأحتشم مني ثم أتاني في الجمعة الأخرى بصحاح الجوهري ضبطها بالفتح والكسر والفتح أشهره.
وقال الثعالبي : من فقه اللغة أن يقال : أبق إلى كذا ، ولا يقال : أبق بالإطلاق ، وإنما يقال مقيدا.