قوله تعالى : (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ).
الألف واللام فيها للقلب بخلاف الساعة التي يعبر بها عن زمن الحال فإن الألف واللام فيها المحصور.
قوله تعالى : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ).
الزمخشري : الهاء في أمهاتكم زائدة لأنه جمع أم كما زيدت في أراق فقالوا : اهراق ونقله ابن عطية عن بعضهم ثم قال : وفيه نظر ابن عرفة : لا أدري ما هذا النظر ، قلت : وقال صاحبنا الأستاذ أبو العباس أحمد بن القصار : يحتمل أن يريد والله أعلم أن أهراق اتفقوا فيه بعد اختلافهم على أن الهاء فيه بدل من الهمزة في قولهم : هراق ثم اختلفوا في أهراق فمنهم من قال إنه جمع بين البدل والمبدل منه ومنهم من قال : إن الهمزة فيه زائدة وليست بدلا ووزن أراق أفعل لأن أصله أروق ، قال ابن القصار :
وجمعوا بين البدل والمبدل منه كما جمع الشاعر بينهما في قوله :
هما نفثا في فيّ من فمويها |
|
على النابح العاوي أشدّ رجام |
قوله تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) أفرد السمع لأنه مصدر في الأصل وجمع الأبصار لأن البصر اسم ، واختلفوا أيهما أشرف فاحتج من شرف السمع بأن الوحي المنزل على النبي صلىاللهعليهوسلم حاسة السمع ولأن الإنسان إذا مشى في الظلمة المختلطة يسمع ولا يرى منها فقدانه قبل السمع بهذه الحالة ولأن البصر لا يتعلق إلا بما هو أمامك والسمع يتعلق بالجهات الست ، فإن قلت إني أدير وجهي إلى خلفي والبصر من ورائي ، قلنا : أو حينئذ الخلف إماما واحتج من شرف البصر على السمع بأن السمع لا يستقل بنفسه لأن الإنسان إذا سمع كلاما والأعلى شيء فلابد أن ينظر في دلالته عليه بالمطابقة والتضمن والالتزام وهل هو حقيقة أو مجاز وهل قابله ممن يعتمد على خبره أم لا؟ إلى غير ذلك فلابد من استعمال الفكرة في ذلك بخلاف البصر فإنه إذا شاهد الشيء ورآه على حقيقته بأول وهلة ونفى بهذا قولهم ليس الخبر كالمعاينة وقولكم إن السمع يتعلق به الوحي للأنبياء ، قلنا : هذا في دار الدنيا والبصر يتعلق به رؤية المؤمنين وهم بأبصارهم في الدار الآخرة وهي أشرف بكل اعتبار.
قوله تعالى : (لَعَلَّكُمْ).