المضاف إليه قوله تعالى : (مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً ، إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) [سورة المائدة : ٤٨] ورده أبو حيان : بأن ذلك كله منصوب على معنى أمدح قال وليس لإتيان الحال من المضاف إليه نظير ، قيل للخولاني : كما صح تأنيث الفعل تنزيلا للمضاف منزلة المضاف إليه كذلك يصح إتيان الحال من المضاف إليه فقال لا نظير له قبل قد أنشد عليه ابن عصفور في شرح الإيضاح :
أرى أربابهم متقلّديها |
|
إذا صد الكماة من الحديد |
ولا يصح تأويل هذا على المدح ، قال الخولاني : ويمتنع كون لا يؤمنون حالا لأنه منفي بلا ولو كان حالا لكان بالواو ونقل ذلك عن ابن عرفة قال : بابا في السماء لأن من الابتداء الغاية يستدعي على المنهي والباب مبتدأه ومنتهاه في السماء ، فقال الظرفية : [٤٦ / ٢٢١] تصدق بأدنى شيء وبأدقّ الأحوال فتجعل من التبعيض.
قوله تعالى : (بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ).
ابن عرفة : هذا إضراب انتقال لأنهم إنما أضربوا عن مفهوم قوله : (سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) لأن مفهومه أن باقي حسدهم لا ينكر وما ذاك صحيحا فأضربوا عن هذا المفهوم وقالوا : يك جميع ذواتنا مسحورة ولو كان إضراب إبطال للزم عليه أن تكون أبصارهم غير مسحورة وليس ذلك مرادهم وقوله تعالى : (إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) ظاهرة وكالمناقض بقوله : (بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ).
قوله تعالى : (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ).
قال ابن عرفة : الوصف بالأخص هو القرآن والذكر وصف أعم فلم عبروا بالأعم دون الأخص ، قال : والجواب أن في التفسير بالأخص تنبيه لذلك المعجزات الذي ورد بها القرآن وهم متعبدهم ذلك وأخذاه وانظر إلى المثل السائر ذكر بني الظعن وكنت غافلا قوله : (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) قال ابن زين : أرادوا أن اتصافه بما جاء به من الوحي مستفاد من الجن الذي يسترقون السمع ، فرده ابن عرفة وقال : إنهما أرادوا به جنون.
قوله تعالى : (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ).
يحتمل وجهين أحدهما : لأن حكمة الله تعالى جارية في أن نزل الملائكة لغير النبي إنما هو للانتقام منه أو لبعض روحه ، الثاني : أن حكمة الله تعالى جرت في إيمان خلقه إنما يكون نظر ما بالدليل والبرهان ولو نزلت الملائكة لاضطر خلقه إلى الإيمان لأنهم رأوا الحق عيانا والمعجزات التي أمر بها أصحابه ولم يروها ورأيناها نحن عيانا