مع أن المناسب أن تقول : قل الأمر لله يفعل ما يشاء فأجيب بأن التسبيح إشارة لقوله : (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً) فإنه يقتضي المجسم ، وهو على الله محال ، وقوله : (هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) والباء في [...].
قوله تعالى : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى).
قال ابن عرفة : المنع هو الصرف عن الفعل ما كان حاصلا ، وفي مادة المحرك ، قال ابن عطية : هذه الآية توجه للمشركين وتلفظ من النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم عليهم.
ابن عرفة : ويحتمل أن تسلية له ونفروه بأفعالهم إليهم من البشر مع أن الرسل المتقدمة فلهم من البشر فإذا لم يؤمنوا بهذا فيلزمهم أن يؤمنوا بكل رسول تقدم فكذبهم له تكذيب لجميع من سبق من الرسل فلا يسئلونك أمرهم.
قوله تعالى : (قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً).
إلى خلقه من جنسهم فلو بان في الأرض ملائكة لأرسل إليهم ملكا كذلك البشر يرسل إليهم من جنسهم وقياس المساواة هو الحكم بمساواة أمر إلى أمر في شيء لاستوائهما في شيء آخر كقولهم في كتاب الجهاد جزاء الصغير في الصيد والطير كجزاء الكبير كما أن دية الجزاء الصغير كدية الجزاء الكبير ، وقولهم في كتاب الصلاة أيصح في الأمة تصلي مكتفة اليدين وتعتق في الصلاة أنها تصدر في الوقت قياسا على نأي الماء في رحله فأتى كما قول فيه أنه بعيد جد لكن فردوه بأن الحجة على مساواة حكم النسيان في الماء للعمد في الإعادة فليكن كذلك حكم النسيان في الآية مساويا للعمد فينتج هنا الإعادة في الوقت ، وهنا الإعادة أبدا.
قوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً).
قال ابن عرفة : خبيرا أخص من عليم وبصيرا مغايرا لذا فيلزم أن يكون مغايرا لعليم مغايرة الأخص لا يلزم أن يغاير الأعم فقد يكونا صفتين متباينتين والجملتين تحت الأعم ، فقال : هذا في صفة البشر وأما في هذا المقام فخبير مثل عليم كما غاير عليم.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ).
جمع الضالين وأفرد المهتدين لكثرة الضالين وقله المهتدين.