قوله تعالى : (سِنِينَ عَدَداً).
قال الزمخشري : يحتمل القلة والكثرة.
ابن عرفة وكان بعضهم يرجح حمله على الكثرة بوجهين الأول : قوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) الثاني إن عرف القرآن واللغة في اللفظ معدودة أي معدودات القلة وفي لفظ عدد الكثرة ، قال تعالى : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ ، وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) ، وقال تعالى : (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً).
قوله تعالى : (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً).
بالتوفيق بوحدانيته والتثبيت ، وقال ابن عرفة : يحتمل أن يراد آمنوا بوجود الله وزدناهم هدى بالإيمان بوحدانيته أو آمنوا بوجود الله إيمانا مستلزما لوحدانيته تعالى وزدناهم هدى بالعثور على الدليل الدال على وحدانيته.
قوله تعالى : (وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ).
أي ربطنا الإيمان على قلوبهم فهو إشارة إلى أنه إيمان قوي لا يؤثر فيه الشكوك ولا يعرض له وهن ولا يدركه خلل بوجه بل هم مصممون عليه كما تربط الحمل على الدابة حتى توقعه من عليها.
قوله تعالى : (فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
راجع للإيمان بوجود الله تعالى.
قوله تعالى : (لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً).
راجع للإيمان بوجود الله تعالى فهو لف ونشر.
قوله تعالى : (لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً).
أي قولا وشططا ، وهو الإفراط في الظلم والإبعاد منه من شيط إذا بعد قاله الزمخشري.
ابن عرفة : قال الجوهري : يقال شط إذا بعد ورجل شاط أي طويل وغمر أو شاطة أي طويلة ، وقال ابن عبيد : يقال شط إذا قال قولا بعيدا خارجا عن الصواب فيحتمل أن يكون المراد لقد قلنا قولا غريبا في عبادتنا الله حيث انفرادنا بها سائر بلدنا.
قوله تعالى : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً).