(جَرَحْتُمْ) كسبتم بجواركم ، جوارح الطير : كواسبها. (يَبْعَثُكُمْ) في النهار باليقظة.
(أَجَلٌ مُسَمًّى) استكمال العمر. (مَرْجِعُكُمْ) بالبعث.
(وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (٦١))
(الْقاهِرُ) الأقدر ، فوقهم : في القهر كما يقال فوقه في العلم إذا كان أعلم ، أو علا بقهره.
(حَفَظَةً) الملائكة.
(لا يُفَرِّطُونَ) لا يؤخرون ، أو لا يضيعون.
(ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (٦٢))
(رُدُّوا) ردتهم الملائكة الذين يتوفونهم ، أو ردّهم الله بالبعث والنشور ، أي ردّهم إلى تدبيره وحده ، لأنه دبرهم عند النشأة وحده ، ثم مكنهم من التصرف فدبروا أنفسهم ، ثم ردّهم إلى تدبيره وحده بموتهم ، فكان ذلك ردّا إلى الحالة الأولى ، أو ردّوا إلى الموضع الذي لا يملك الحكم عليهم فيه إلا الله.
(أَلا لَهُ الْحُكْمُ) بين عباده يوم القيامة وحده ، أو له الحكم مطلقا لأن من سواه يحكم بأمره فصار حكما له.
(قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥))
(مِنْ فَوْقِكُمْ) أئمة السوء.
(أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) عبيد السوء قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أو من فوقهم : الرجم ، ومن تحتهم : الخسف ، أو من فوقهم : الطوفان ، ومن تحتهم : الريح.
(يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) الأهواء المختلفة ، أو الفتن والاختلاف.
(بَأْسَ بَعْضٍ) بالحروب والقتل ، نزلت في المشركين ، أو في المسلمين وشق نزولها على الرسول صلىاللهعليهوسلم وقال : «إني سألت ربي أن يجيرني من أربع فأجارني من خصلتين ، ولم يجرني من خصلتين ، سألته أن لا يهلك أمتي بعذاب من فوقهم كما فعل بقوم نوح عليه الصلاة والسّلام وبقوم لوط ، فأجابني ، وسألته أن لا يهلك أمتي بعذاب من تحت أرجلهم كما فعل بقارون فأجابني ، وسألته أن لا يفرقهم شيعا فلم يجبني ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فلم يجبني» ، ونزل (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا) [العنكبوت : ١ ، ٢].