قتلوا في سبيل الله تعالى بمعصية آبائهم فمنعهم القتل في سبيل الله تعالى عن النار ، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة» (١).
(بِسِيماهُمْ) علامات في وجوههم وأعينهم ، سواد الوجه وزرقة العين لأهل النار ، وبياضه وحسن العين لأهل الجنة.
(وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (٤٨))
(وَنادى) وينادي ، أو تقديره : إذا كان يوم القيامة نادى.
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٥٣))
(تَأْوِيلَهُ) تأويل القرآن : عاقبته من الجزاء ، أو البعث والحساب.
(نَسُوهُ) أعرضوا عنه فصار كالمنسي ، أو تركوا العمل به.
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٥٤))
(سِتَّةِ أَيَّامٍ) من الأحد إلى الجمعة.
(اسْتَوى) أمره على العرش ، قاله الحسن ، أو استولى.
(الْعَرْشِ) عبّر به عن الملك لعادة الملوك الجلوس على الأسرّة ، أو السموات كلها ، لأنها سقف وكل سقف عرش (خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) [البقرة : ٢٥٩ ، الكهف : ٤٢] سقوفها أو موضع هو أعلى ما في السماء وأشرفه محجوب عن الملائكة.
(يُغْشِي) ظلمة الليل ضوء النهار.
(يَطْلُبُهُ) عبّر عن سرعة التعاقب بالطلب.
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٥٥))
(تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) رعبة ورهبة ، أو التضرع : التذلل ، والخفية : الإسرار.
(لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) في الدعاء برفع الصوت ، أو بطلب ما لا يستحقه من منازل
__________________
(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٣ / ٢٤٩ ، رقم ٣٠٥٣) ، وفي الصغير (١ / ٣٩٨ ، رقم ٦٦٦) قال الهيثمى (٧ / ٢٣) : فيه محمد بن مخلد الرعينى ، وهو ضعيف.