الأنبياء ، أو باللعنة والهلاك على من لا يستحقهما.
(وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦))
(وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها) لا تفسدوها بالكفر بعد إصلاحها بالإيمان ، أو بالمعصية بعد إصلاحها بالطاعة ، أو بتكذيب الرسل بعد إصلاحها بالوحي ، أو بقتل المؤمن بعد إصلاحها ببقائه.
(رَحْمَتَ اللهِ) أتت على المعنى لأنها إنعام ، أو مكان رحمة الله.
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (٥٨))
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ) القلب النقي. (يَخْرُجُ نَباتُهُ) من الإيمان والطاعات. (بِإِذْنِ رَبِّهِ) بما أمر به ذلك. (وَالَّذِي خَبُثَ) من القلوب.
(لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً) بالكفر والمعاصي ، قاله بعض أرباب القلوب ، والجمهور على أنه من بلاد الأرض الطيّب التربة والرخيص السعر ، أو الكثير العلماء ، أو العادل سلطانه.
ضرب الله تعالى الأرض الطيبة مثلا للمؤمن ، والخبيثة السبخة مثلا للكافر.
(يَخْرُجُ نَباتُهُ) زرعه وثماره.
(بِإِذْنِ رَبِّهِ) بلا كد على قول التربة ، أو صلاح أهله على قول الطيب بالعلماء.
(بِإِذْنِ رَبِّهِ) بدين ربه ، أو كثرة أمواله وحسن أحواله على قول عدل السلطان.
(بِإِذْنِ رَبِّهِ) بأمر ربه.
(وَالَّذِي خَبُثَ) في تربته ، أو بغلاء أسعاره ، أو بجور سلطانه ، أو قلّة علمائه.
(نَكِداً) بالكد والتعب ، أو قليلا لا ينتفع به ، أو عسرا لشدّته مانعا من خيره.
(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٦٩))
«بسطة» قوة ، أو بسط اليدين وطول الجسد ، كان أقصرهم طوله اثنا عشر ذراعا.
(آلاءَ اللهِ) نعمه ، أو عهوده.
أبيض لا يرهب الهزال |
|
ولا يقطع رحما ولا يخون إلّا |
(قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٧١))