هذا معنى قوله (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ).
(وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٥٩))
(وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ) الذين صدقوا الرسول صلىاللهعليهوسلم كابن لاسم وابن صوريا ، أو قوم وراء الصين لم تبلغهم دعوة الإسلام ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، أو الذين تمسكوا بالحق لما قتلت الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام.
(وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (١٦١))
(الْقَرْيَةَ) لاجتماع الناس إليها ، أو الماء ، قرى الماء في حوضه جمعه ، بيت المقدس ، أو الشام.
(وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣))
(حاضِرَةَ الْبَحْرِ) أيلة ، أو ساحل مدين ، أو مدين ، قرية بين إيلة والطور ، أو مقنا بين مدين وعينونا ، أو طبرية. (وَسْئَلْهُمْ) توبيخا على ما سلف من الذنوب.
(شُرَّعاً) طافية على الماء ظاهرة ، شوارع البلد لظهروها ، أو تشرع على أبوابهم كأنهم الكباش البيض رافعة رؤوسها ، أو تأتيهم من كل مكان فتعدّوا بأخذها في السبت.
(فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥))
(نَسُوا) تركوا.
(ما ذُكِّرُوا بِهِ) أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر.
(ظَلَمُوا) بترك المعروف وإتيان المنكر.
(بَئِيسٍ) شديد ، أو رديء ، أو عذاب مقترن بالبؤس هو الفقر ، هلك المعتدون ، ونجا المنكرون ، ونجت التي لم تعتد ولم تنكر ، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : لا أدري ما فعلت.
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧))
(تَأَذَّنَ) أعلم ، أو أقسم ، قاله الزجاج. (لَيَبْعَثَنَّ) على اليهود العرب.
(سُوءَ الْعَذابِ) الصغار والجزية ، قيل : أول من وضع الخراج من الأنبياء موسى عليه