الله تعالى عنه.
(يَتَّقُونَ) الشرك ، أو المعاصي.
(الزَّكاةَ) من أموالهم عند الجمهور ، أو يتطهّرون بالطاعة ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
(فَسَأَكْتُبُها) لما انطلق موسى عليه الصلاة والسّلام بوفد من بني إسرائيل ، قال الله تعالى : قد جعلت لهم الأرض طهورا ومساجد يصلون حيث أدركتهم الصلاة إلا عند مرحاض ، أو قبر أو حمام ، وجعلت السكينة في قلوبهم ، وجعلتهم يقرؤون التوراة عن ظهر قلب ، فذكره موسى عليه الصلاة والسّلام لهم فقالوا : لا نستطيع حمل السكينة في قلوبنا فاجعلها في تابوت ، ولا نقرأ التوراة إلا نظرا ، ولا نصلي إلا في الكنيسة ، فقال الله تعالى : فسأكتبها يعني السكينة والقراءة والصلاة لمتّبعي محمد صلىاللهعليهوسلم.
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧))
(الْأُمِّيَّ) لأنه لا يكتب ، أو لأنه من أم القرى مكة أو لأنه من أمة أمية هي العرب.
(بِالْمَعْرُوفِ) بالحق ، لأن العقول تعرف صحته. (الْمُنْكَرِ) الباطل لإنكارها صحته.
(الطَّيِّباتِ) الشحوم المحرمة عليهم ، أو ما حرمته الجاهلية من البحيرة والسائبة والوصية والحام.
(الْخَبائِثَ) لحم الخنزير والدماء. (إِصْرَهُمْ) العهد على العمل بما في التوراة ، أو تشديدات دينهم كتحريم السبت والشحوم والعروق وغير ذلك.
(وَالْأَغْلالَ) قوله : (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) [المائدة : ٦٤] أو عهده فيما حرمه عليهم سماه غلّا للزومه.
(وَعَزَّرُوهُ) عظّموه ، أو منعوه من عدوه.
(النُّورَ) القرآن ، يسمون ما ظهر ووضح نورا.
(أُنْزِلَ مَعَهُ) عليه ، أو في زمانه ، وقال الرسول صلىاللهعليهوسلم لأصحابه : «أي الخلق أعجب إليكم إيمانا» قالوا : الملائكة؟ فقال : «هم عند ربهم فما لهم لا يؤمنون؟» فقالوا : النبيون ، فقال : «النبيون يوحى إليهم فما لهم لا يؤمنون؟» قالوا : نحن ، فقال : «أنا فيكم فما لكم لا تؤمنون» قالوا : فمن ، قال : «قوم يكونون بعدكم فيجدون كتابا في ورق فيؤمنون به»