(مَعَ الصَّابِرِينَ) على القتال بإعانتهم على أعدائهم أو الصابرين على الطاعة بإجزال ثوابهم.
(وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦))
(باءَ بِغَضَبٍ) بالمكان الذي استحق به الغضب ، من المبوّأ وهو المكان.
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٧))
(وَما رَمَيْتَ) أخذ الرسول صلىاللهعليهوسلم قبضة من تراب يوم بدر فرماهم بها ، وقال شاهت الوجوه ، فألقى الله تعالى القبضة في أبصارهم فشغلوا بأنفسهم وأظهر الله تعالى المسلمين عليهم فذلك قوله تعالى : (وَما رَمَيْتَ ،) أو ما ظفرت إذ رميت ولكن الله تعالى أظفرك إذ رميت ، أو (وَما رَمَيْتَ) قلوبهم بالرعب إذ رميت وجوههم بالتراب ولكن الله تعالى ملأ قلوبهم رعبا ، أو وما رمى أصحابك السهام ولكن الله رمى بإعانة الريح لسهامهم حتى تسددت وأصابت أضاف رميهم إليه لأنهم رموا عنه.
(بَلاءً حَسَناً) الإنعام بالظفر والغنيمة.
(إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩))
(إِنْ تَسْتَفْتِحُوا) أيها المشركون تستقضوا.
(فَقَدْ جاءَكُمُ) قضاؤنا بنصر الرسول صلىاللهعليهوسلم عليكم. أو الفتح : النصر ، فقد جاء نصر الرسول صلىاللهعليهوسلم عليكم ، قالوا يوم بدر : اللهم أقطعنا للرحم وأظلمنا لصاحبه فانصر عليه فنصر المسلمون.
(وَإِنْ تَعُودُوا) إلى الاستفتاح.
(نَعُدْ) إلى نصر الرسول صلىاللهعليهوسلم أو إن تعودوا إلى التكذيب نعد إلى مثل هذا التصديق ، أو إن تستفتحوا أيها المسلمون فقد جاءكم النصر لأنهم استنصروا فنصروا.
(وَإِنْ تَنْتَهُوا) عما فعلتموه في الأسرى والغنيمة.
(وَإِنْ تَعُودُوا) إلى الطمع.
(نَعُدْ) إلى المؤاخذة ، أو إن تعودوا إلى ما كان منكم في الأسرى والغنيمة نعمد إلى الإنكار عليكم.
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (٢٢) وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً