(بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) الملائكة ، أو الثقة بوعده واليقين بنصره وتأييده بإخفاء أثره في الغار لما طلب ، أو بمنعهم من التعرض له لما هاجر.
(انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤١))
(خِفافاً وَثِقالاً) شبابا وشيوخا ، أو فقراء وأغنياء ، أو مشاغيل وغير مشاغيل ، أو نشاطا وغير نشاط ، أو ركبانا ومشاة ، أو ذا ضيعة وغير ذي ضعية ، أو ذوي عيال وغير ذوي عيال ، أو أصحاء ومرضى ، أو خفة النفير وثقله ، أو خفافا إلى الطاعة ثقالا عن المخالفة.
(وَجاهِدُوا) الجهاد بالنفس فرض كفاية متعين عند هجوم العدو. وبالمال بالزاد والراحلة إذا قدر بنفسه ، وإن عجز لزمه بذل المال بدلا عن نفسه ، أو لا يلزمه ذلك عند الجمهور ، لأن المال تابع للنفس.
(خَيْرٌ لَكُمْ) الجهاد خير من القعود المباح ، أو الخير في الجهاد لا في تركه.
(تَعْلَمُونَ) صدق وعد الله تعالى بثواب الجهاد ، أو أن الخير في الجهاد.
(لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٤٢))
(لَوْ كانَ) الذي دعوا إليه. (عَرَضاً) غنيمة ، أو أمرا سهلا. (قاصِداً) سهلا مقتصدا.
(لَاتَّبَعُوكَ) في الخروج.
(الشُّقَّةُ) القطعة من الأرض يشق ركوبها لبعده.
(وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ (٤٦))
(عُدَّةً) صحة عزم ونشاط نفس ، أو الزاد والراحلة ونفقة الحاضرين من الأهل.
(كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ) لوقوع الفشل بتخاذلهم كابن أبي ، والجد بن قيس.
(وَقِيلَ اقْعُدُوا) قاله بعضهم لبعض ، أو قاله الرسول صلىاللهعليهوسلم غضبا عليهم لعلمه بذلك منهم.
(الْقاعِدِينَ) بغير عذر ، أو بعذر كالنساء والصبيان.
(لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلاَّ خَبالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٤٧))