(خَبالاً) فسادا ، أو اضطرابا استثناء منقطع ، لأن المسلمين لم يكونوا في خبال فيزدادوا منه.
(وَلَأَوْضَعُوا) الإيضاع : سرعة السير ، والخلال : الفرج ، المعنى ولأسرعوا في اختلالكم ، أو لأوقعوا الخلف بينكم.
(الْفِتْنَةَ) الكفر ، أو اختلاف الكلمة وتفريق الجماعة.
(سَمَّاعُونَ) مطيعون ، أو عيون منكم ينقلون أخباركم إليهم ، أو عيون منهم ينقلون أخباركم إلى المشركين.
(لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كارِهُونَ (٤٨))
(ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ) الاختلاف وتفريق الكلمة.
(وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) بمعاونتهم ظاهرا وممالأة المشركين باطنا ، أو قالوا بأفواههم ما ليس في قلوبهم ، أو توقعوا الدوائر وانتظروا الفرص ، أو حلفهم لو استطعنا لخرجنا.
(جاءَ الْحَقُّ) النصر. (وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ) دينه. (وَهُمْ كارِهُونَ) لهما.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (٤٩))
(وَلا تَفْتِنِّي) لا تكسبني الإثم بمخالفتي في القعود ، أو لا تصرفني عن شغلي ، أو نزلت في الجد بن قيس قال : ائذن لى ولا تفتنّى ببنات الأصفر فإني مستهتر بالنساء.
(فِي الْفِتْنَةِ) جهنم ، أو محبة النفاق والشقاق.
(إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (٥٠))
(حَسَنَةٌ) نصر ، أو النصر ببدر ، والمصيبة : النكبة يوم أحد.
(أَمْرَنا) حذرنا وسلمنا.
(فَرِحُونَ) بمصيبتك وسلامتهم.
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ ما كَتَبَ اللهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (٥١))
(كَتَبَ اللهُ لَنا) في اللوح المحفوظ من خير ، أو شر ، وليس ذلك بأفعالنا فنذم أو نحمد ، أو ما كتب لنا في نصرنا في العاقبة وإعزاز الدين بنا.
(مَوْلانا) مالكنا وحافظنا وناصرنا.