(الَّذِينَ يَصُدُّونَ) قريش صدوا الناس عن الرسول صلىاللهعليهوسلم أو عن الدين.
(وَيَبْغُونَها عِوَجاً) يرجون بمكة غير الإسلام دينا ، أو يبغون محمدا هلاكا ، أو يتأولون القرآن تأويلا باطلا.
(لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٢٢))
(لا جَرَمَ) لا بد ، أو لا صلة ، جرم : حقا ، أو لا نفي لدفع العذاب عنهم ، ثم استأنف جرم بمعنى كسب أي كسبوا استحقاق النار ، قال :
نصبنا رأسه في رأس جذع |
|
بما جرمت يداه وما اعتدينا |
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٣))
(وَأَخْبَتُوا) خافوا ، أو اطمأنوا ، أو أنابوا ، أو خشعوا وتواضعوا ، أو أخلصوا.
(فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ (٢٧))
(أَراذِلُنا) جمع أرذل ، وأرذل جمع رذل وهو الحقير يعنون الفقراء وأصحاب الصنائع الدنيئة.
(بادِيَ الرَّأْيِ) ظاهره ، أي إنك تعمل بأول الرأي من غير فكر ، أو إنما في نفسك من الرأي ظاهر تعجيزا له ، أو اتبعوك بأول الرأي ولو فكروا لرجعوا عن اتباعك.
(قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (٢٨))
(بَيِّنَةٍ) ثقة ، أو حجة. (رَحْمَةً) إيمانا ، أو نبوة.
(فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) البينة خفيت فعميتم عنها ، أراد بذلك بيان تفضيله عليهم لما قالوا وما نرى لكم علينا من فضل.
(أَنُلْزِمُكُمُوها) البينة ، أو الرحمة. (كارِهُونَ) أي لا يصح قبولكم لها مع الكراهية ، وقال قتادة : لو استطاع نبي الله صلىاللهعليهوسلم لألزمها قومه ، ولكنه لم يملك ذلك.
(وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٩))
(تَجْهَلُونَ) أنهم أفضل منكم لإيمانهم وكفركم ، أو لاسترذالكم وطلب طردهم.
(وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ