لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٣١))
(خَزائِنُ اللهِ) الأموال فأدفعها إليكم على إيمانكم ، أو الرحمة فأسوقها إليكم.
(تَزْدَرِي) تحتقر ، أزريت عليه عبته ، وزريت عليه حقّرته.
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (٣٥))
(افْتَراهُ) أي النبي صلىاللهعليهوسلم اختلق ما أخبر به عن نوح وقومه. (إِجْرامِي) عقاب إجرامي وهي الذنوب المكتسبة أو الجنايات المقصودة.
(وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦))
(لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ) لما أخبره بذلك قال : (لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ) .. الآية [نوح : ٢٦].
(تَبْتَئِسْ) تحزن ، أو تأسف ، والابتئاس حزن في استكانة ، لا تحزن لهلاكهم ، أو كفرهم المفضي إلى هلاكهم.
(وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٣٧))
(بِأَعْيُنِنا) بحيث نراك فعبّر عن الرؤية بالأعين لأنها بها تكون ، أو بحفظنا إياك حفظ من يراك ، أو أعين أوليائنا من الملائكة.
(وَوَحْيِنا) أمرنا بصنعتها ، أو بتعليمنا لك صنعتها.
(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ (٣٨))
(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ) مكث مائة سنة يغرس الشجر ويقطعها وييبسها ، ومائة سنة يعملها ، وكان طولها ألفا ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع وكانت مطبقة ، أو طولها أربعمائة ذراع ، وعلوها ثلاثون ذراعا وعرضها خمسون ذراعا وكانت ثلاث أبيات ، أو طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها مائة وخمسون ذراعا ، وعلوها ثلاثين ذراعا في أعلاها الطير وفي أوسطها الناس وفي أسفلها السباع ، ودفعت من عين ودة يوم الجمعة لعشر مضين من رجب ، ورست بباقردى على الجودي يوم عاشوراء ، وكان بابها في عرضها.
(سَخِرُوا مِنْهُ) لما رأوه يصنعها في البر ، قالوا : صرت بعد النبوة نجارا ، أو لم يكونوا رأوا قبلها سفينة فقالوا ما تصنع قال : بيتا يمشي على الماء فسخروا منه.