(إِنْ تَسْخَرُوا) من قولنا فسنسخر من غفلتكم ، أو إن تسخروا منا اليوم عند بناء السفينة فإنا نسخر منكم غدا عند الغرق ، سمى جزاء السخرية باسمها ، أو عبّر بها عن الاستجهال.
(حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (٤٠))
(التَّنُّورُ) وجه الأرض ، تسمي العرب وجه الأرض تنورا ، أو التنور عين وردة التي بالجزيرة ، أو مسجد الكوفة قبل أبواب كندة ، أو التنور ما زاد على الأرض فأشرف منها ، أو تنور الخبز ، قال الحسن رضي الله تعالى عنه كان من حجارة وكان لحواء وصار لنوح عليه الصلاة والسّلام ، أو التنور تنوير الصبح قالوا : نور الصبح تنويرا.
(زَوْجَيْنِ) من الآدميين والبهائم ذكرا وأنثى.
(مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) من الله بالهلاك ابنه كنعان وامرأته كانا كافرين.
(قَلِيلٌ) ثمانون رجلا منهم جرهم ، أو سبعة نوح وأولاده سام وحام ويافث وثلاث كنات له ، أو السبعة وزوجته فصاروا ثمانية ، فأصاب حام امرأته في السفينة فدعا نوح عليه الصلاة والسّلام أن يغير الله تعالى نطفته فجاءوا سودان ، ولما نزل يوم عاشوراء من السفينة قال : من كان صائما فليتم صومه ومن لم يكن صائما فليصم.
(وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (٤١))
(بِسْمِ اللهِ مَجْراها) سيرها.
(وَمُرْساها) ثبوتها ووقوفها ، كان إذا أراد السير قال : بسم الله مجراها فتسير ، وإذا أراد الوقوف قال : بسم الله مرساها فتقف.
(قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (٤٣))
(سَآوِي إِلى جَبَلٍ) قال ذلك لبقائه على كفره تكذيبا لأبيه ، قيل الجبل طور زيتا.
(عاصِمَ) معصوم من الغرق.
(إِلَّا مَنْ رَحِمَ) الله تعالى فأنجاه من الغرق ، أو إلا من رحمه نوح عليه الصلاة والسّلام فحمله في السفينة.
(وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٤))
(ابْلَعِي ماءَكِ) بلعت ماءها وماء السماء ، أو ماءها وحده وصار ماء السماء بحارا