حزن وأحزن.
(وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦))
(يَجْتَبِيكَ) بالنبوة ، أو بحسن الخلق والخلق ، أو بترك الانتقام. (تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) عواقب الأمور ، أو عبارة الرؤيا ، أو العلم والحكمة. (وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) بالنبوة ، أو بإعلاء كلمتك وتحقيق رؤياك.
(وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ) بأن يجعل فيهم البنوة. (كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ) نعمته على إبراهيم بالنجاة من النار وعلى إسحاق بالنجاة من الذبح.
(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (٧))
(آياتٌ) عبر ، أو زواجر بما ظهر في يوسف من عواقب البغي عليه ، أو بصدق رؤياه وصحة تأويله ، أو بقهره شهوته حتى سلم من المعصية ، أو بحدوث الفرج بعد شدة الإياس ، قال ابن عطاء : ما سمع سورة يوسف محزون إلا استروح إليها.
(إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨))
(لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ) كانا أخوين للأبوين ثم ماتت أمهما فكفلهما أبوهما وزاد لذلك في مراعاتهما فحسدوهما وكان عطفه على يوسف أكثر فلذلك كان حسده أكثر ثم اشتد بسبب رؤياه.
(عُصْبَةٌ) العصبة ، الجماعة أو ستة أو سبعة ، أو من عشرة إلى خمسة عشر ، أو إلى أربعين.
(ضَلالٍ مُبِينٍ) محبة ظاهرة ، أو خطأ في رأيه ، أو جور في فعله لتفضيله الصغير على الكبير والقليل على الكثير ومن لا يراعي ماله على من يراعيه وكانوا حينئذ بالغين مؤمنين ليسوا بأنبياء لقولهم : (اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) [يوسف : ٩٧] إلى (خاطِئِينَ) [يوسف : ٩٧] أو لم يبلغوا لقولهم : (وَيَلْعَبْ) [يوسف : ١٢].
(اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ (٩))
(أَرْضاً) لتأكله السباع ، أو ليبعد عن أبيه. (صالِحِينَ) بالتوبة ، أو في دنياكم دون الدين.
(قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ