كُنْتُمْ فاعِلِينَ (١٠))
(قائِلٌ) شمعون ، أو يهوذا ، أو أكبرهم روبيل بن خالة يوسف.
(غَيابَتِ الْجُبِ) قعره ، أو ظلمته التي تغيب عن الأبصار. سمي غيابة لأنه يغيب فيه أثره ، أو خبره ، وكان رأسه ضيقا وأسفله واسعا. والجب بئر في بيت المقدس ، أو بئر غير معينة ، أو الجب ما عظم من الآبار سواء كان فيه ماء أو لم يكن ، أو ما لا طي له لأنها قطعت ولم يحدث فيها غير القطع قاله الزجاج.
(يَلْتَقِطْهُ) يأخذه من اللقطة. (السَّيَّارَةِ) المسافرون لسيرهم ، أو مارة الطريق.
(أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (١٢))
«نرتع» نلهو ونلعب ، أو نسعى وننشط ، أو نتحافظ ويلهو ، أو يرعى ويتصرف ، أو نطعم ونتنعم من الرتعة وهي سعة المطعم والمشرب. ولم ينكر أبوهم اللعب لأنهم أرادوا المباح منه.
(قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (١٣))
(وَأَخافُ) خافهم عليه فكنى عنهم بالذئب ، أو خاف الذئب لغلبته في الصحارى.
(فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٥))
(وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) ألهمناه ، أو نبّأه في الجب.
(لَتُنَبِّئَنَّهُمْ) لتوبخنهم بفعلهم ، بشره بخلاصه من الجب ، أو أخبره بما صنعون به قبل إلقائهم أياه في الجب إنذارا له.
(لا يَشْعُرُونَ) بأنك أخوهم ، أو بأن الله تعالى أوحى إليه بالنبوة.
(قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ (١٧))
(نَسْتَبِقُ) على الأقدام أو بالنضال ، أو في اقتناص الصيد ، أو في عملهم الذي تشاغلوا به من الرعي والاحتطاب.
(صادِقِينَ) وإن صدقنا أو إن كنا أهل صدق لما صدقتنا.
(وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١٨))
(بِدَمٍ) سخلة ، أو ظبية ، فلما رأى القميص غير مشقوق قال : يا بني والله ما عهدت