(دَأَباً) تباعا ، أو العادة المألوفة في الزراعة. (تَزْرَعُونَ) خبر أو أمر لأنه نبي يأمر بالمصالح.
(فَذَرُوهُ) أمر لأن ما في السنبل مدخر لا يؤكل.
(ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (٤٨))
(شِدادٌ) على أهلها لجدبها ، كان يوسف يضع طعام اثنين فيقربه إلى رجل فيأكل نصفه ويدع نصفا ، فقربه إليه يوما فأكله كله فقال يوسف هذا أول يوم من السبع الشداد.
(قَدَّمْتُمْ) ادخرتم لهن.
(تُحْصِنُونَ) تدخرون ، أو تخزنون في الحصون.
(ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (٤٩))
(يُغاثُ النَّاسُ) بنزول الغيب ، أو بالخصب.
(يَعْصِرُونَ) العنب والزيتون من خصب الثمار ، أو يحلبون الماشية من خصب المرعى ، أو يعصرون السحاب بنزول الغيث وكثرة المطر (مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً) [النبأ : ١٤] أو ينجون من العصرة وهي النجاة ، قاله أبو عبيدة والزجاج ، أو يحبسون ويفضلون. وليس هذا من تأويل الرؤيا وإنما هو خبر أطلعه الله تعالى عليه علما لنبوته.
(وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (٥٠))
(ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ) توقف عن الخروج لئلا يراه الملك خائنا ولا مذنبا. قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «رحم الله يوسف أن كان ذا أناة لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إليّ لخرجت سريعا».
(ما بالُ النِّسْوَةِ) سأل عنهن دونها إرادة أن لا يبتذلها بالذكر ، أو لأنهن شاهدات عليه. (إِنَّ رَبِّي) الله تعالى أو سيده العزيز.
(قالَ ما خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٥١))
(راوَدْتُنَّ) راودنه على طاعتها فيما طلبت منه ، أو راودته وحدها فجمعهن احتشاما.
(ما عَلِمْنا) شهدن على نفي علمهن لأنه نفى.
(حَصْحَصَ الْحَقُّ) وضح وبان ، وفيه زيادة تضعيف مثل كبو وكبكبوا قاله الزجاج ، مأخوذ من حص شعره إذا استأصل قطعه ، والحصة من الأرض قطعة منها ، فحصحص الحق