إبطه فنزلت.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦))
(الْإِنْسانَ) آدم عليه الصلاة والسّلام.
(صَلْصالٍ) طين يابس لم تصبه نار ، إذا نقر صل فسمعت له صلصلة ، وهي الصوت الشديد المسموع من غير الحيوان كالقعقعة في الثواب ، أو طين خلط برمل ، أو منتن ، صل اللحم وأصل أنتن.
(حَمَإٍ) جمع حمأة وهي الطين الأسود المتغير.
(مَسْنُونٍ) منتن متغير ، أو أسن الماء تغير ، أو منصوب قائم من قولهم : وجه مسنون ، أو المصبوب ، سن الماء على وجهه صبه عليه أو الذي يحك بعضه بعضا ، سننت الحجر بالحجر حككت أحدهما بالآخر ومنه سن الحديد لحكه به ، أو الرطب ، أو المخلص سن سيفك أي : أجله.
(وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (٢٧))
(وَالْجَانَّ) إبليس ، أو الجن ، أو أبو الجن. (مِنْ قَبْلُ) آدم.
(نارِ السَّمُومِ) لهب النار ، أو نار الشمس ، أو حر السموم ، والسموم الريح الحارة.
(إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٣٨))
(الْمَعْلُومِ) عند الله تعالى وحده ، أو النفخة الأولى بينها وبين النفخة الثانية أربعون سنة هي مدة موته ، وأراد بسؤاله الإنظار أن لا يموت فلم يجبه إلى ذلك ، وأنظره إلى النفخة الأولى تعظيما لبلائه وتعريفا أنه لا يضر بفعله غير نفسه. ولم يكرمه بتكليمه بل كلمه بذلك على لسان رسول ، أو كلمه تغليظا ووعيدا لا إكراما وتقريبا.
(قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩))
(أَغْوَيْتَنِي) أضللتني ، أو خيبتني من رحمتك ، أو نسبتني إلى الإغواء.
(إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠))
(الْمُخْلَصِينَ) لعباداتهم من الفساد والرياء ، سأل الحواريون عيسى عليه الصلاة والسّلام عن المخلص ، فقال : الذي يعمل لله ولا يحب أن يحمده الناس.
(قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (٤١))
(هذا صِراطٌ) يستقيم بصاحبه حتى يهجم به على الجنة ، أو صراط إليّ ، أو تهديد ووعيد كقولك لمن تتوعده : على طريقك ، أو هذا صراط على استقامته بالبيان والبرهان.
(ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (٤٦))