بالمعضى ، أي المفرق أو العضين جمع عضة وهو البهت لأنهم بهتوا كتاب الله تعالى فيما رموه به ، عضهت الرجل أعضهه عضها بهته ، وقال : إن العضيهة ليست فعل أحرار. أو العضه : السحر بلسان قريش ومنه «لعن الرسول صلىاللهعليهوسلم العاضهة والمستعضهة» أراد الساحرة والمتسحرة ، أو لما ذكر في القرآن الذباب والبعوض والعنكبوت والنمل قال أحدهم : أنا صاحب البعوض ، وقال آخر : أنا صاحب الذباب وقال آخر أنا صاحب النمل استهزاء منهم بالقرآن.
(عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣))
(عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) يعبدون ، أو ما عملوا فيما علموا ، أو عما عبدوا وما أجابوا الرسل.
(فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤))
(فَاصْدَعْ) فامض ، أو أظهر ، أو اجهر بالقرآن في الصلاة ، أو أعلن بالوحي حتى يبلغهم ، أو افرق به بين الحق والباطل ، أو فرق القول فيهم مجتمعين وفرادى.
(وَأَعْرِضْ) منسوخ بآية السيف ، أو أعرض عن الاهتمام باستهزائهم.
(إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥))
(الْمُسْتَهْزِئِينَ) خمسة : الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأبو زمعة والأسود بن عبد يغوث والحارث بن غيطلة أهلكهم الله تعالى قبل بدر لاستهزائهم برسوله صلىاللهعليهوسلم.
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (٩٧))
(صَدْرُكَ) قلبك لأنه محل القلب. (بِما يَقُولُونَ) من الاستهزاء ، أو التكذيب بالحق.
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨))
(السَّاجِدِينَ) المصلين.
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩))
(الْيَقِينُ) الحق الذي لا ريب فيه ، أو الموت الذي لا محيد عنه.