صفحه عن حق الله تعالى بآية السيف ، فقال الرسول صلىاللهعليهوسلم : بعد ذلك : «لقد أتيتكم بالذبح وبعثت بالحصاد ولم أبعث بالزراعة» ، أو أمر بالصفح عنهم في حق نفسه فيما بينه وبينهم.
(وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧))
(سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) السبع المثاني : الفاتحة ، لأنها تثنى كلما قرأ القرآن وصلى ، أو السبع الطوال ، البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، ويونس ، سميت مثاني لما تردد فيها من الأمثال والخبر والعبر ، أو لأنها تجاوز المائة الأولى إلى المائة الثانية ، أو المثاني القرآن كله ، أو معانيه السبعة أمر ونهي وتبشير وإنذار وضرب أمثال وتعديد نعم وأنباء قرون.
(لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨))
(أَزْواجاً) أشباها ، أو أصنافا ، أو الأغنياء.
(وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) بما أنعمت عليهم في الدنيا أو بما يصيرون إليه من كفرهم.
(وَاخْفِضْ) عبّر به عن الخضوع ، أو عن إلانة الجانب ، نزل بالرسول صلىاللهعليهوسلم ضيف فلم يكن عنده ما يصلحه فأرسل إلى يهودي يستسلف منه دقيقا إلى هلال رجب ، فأبى إلا برهن ، فقال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «إني لأمين في السماء أمين في الأرض ولو أسلفني لأديت إليه» فنزلت (لا تَمُدَّنَّ).
(كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠))
(الْمُقْتَسِمِينَ) اليهود والنصارى اقتسموا القرآن أعضاء أي أجزاء فآمنوا ببعض منها وكفروا ببعض ، أو اقتسموه استهزاء به فقال بعضهم : هذه السورة لي ، وقال بعضهم : هذه لي ، أو اقتسموا كتبهم فآمن بعضهم ببعضها وكفر ببعضها وكفر آخرون بما آمن به أولئك وآمنوا بما كفروا به ، أو قوم صالح تقاسموا على قتله ، قاله ابن زيد ، أو قوم من قريش اقتسموا طرق مكة لينفروا على الرسول صلىاللهعليهوسلم من يرد من القبائل بأنه ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون حتى لا يؤمنوا به فنزل عليهم عذاب فأهلكهم ، أو قوم من قريش اقتسموا القرآن فجعلوا بعضه شعرا وبعضه سحرا وبعضه كهانة وبعضه أساطير الأولين ، أو قوم اقتسموا أيمانا تحالفوا عليها.
(الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١))
(عِضِينَ) فرقا بعضه شعرا وبعضه سحرا وبعضه أساطير الأولين ، جعلوه أعضاء كما تعضى الجزور ، وعضين جمع عضو من عضيت الشيء تعضية إذا فرقته. وليس دين الله تعالى