(الْحَقِّ) الله ، أو عيسى سماه حقا ، لأنه جاء بالحق ، أو القول الذي قاله عيسى من قبل.
(يَمْتَرُونَ) يشكون ، أو يختلفون فتقول فرقة هو الله وأخرى هو ابن الله وأخرى هو ثالث ثلاثة هذا قول النصارى ، وقال المسلمون : عبد الله ورسوله ، وقالت اليهود : لغير رشدة عند من قرأ تمترون.
(أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٨))
(أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) اليوم كيف يصنع بهم يوم القيامة ، أو عجبه من سماعهم وإبصارهم في الآخرة.
(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٩))
«قضى أمرا» بعذابهم يوم البعث ، أو قضي بانقطاع توبتهم وتحقق الوعيد يوم الموت.
(قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (٤٦))
(لَأَرْجُمَنَّكَ) بالذم والسب ، أو بالأحجار لتبعد عني.
(مَلِيًّا) دهرا طويلا مؤبدا ، أو سويا سليما من عقوبتي ، أو غنيا.
(قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا (٤٧))
(سَلامٌ) توديع وهجر ، أو سلام : إكرام وبر ، قابل جفوته بالإحسان رعاية لحق الأبوة وهو أظهر.
(سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ) إن تركت عبادة الأوثان ، أو أدعو لك بالهدى المقتضي للغفران.
(حَفِيًّا) مقربا ، أو مكرما ، أو رحيما ، أو عليما ، أو متعهدا.
(وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (٥٠))
(لِسانَ صِدْقٍ) ثناء جميلا ، أو جعلناهم كراما على الله تعالى اللسان بمعنى الرسالة. قال :
أتتني لسان بني عامر |
|
أحاديثها بعد قول نكر |
(وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا (٥٢))
(الطُّورِ الْأَيْمَنِ) جبل بالشام نودي من يمين الجبل ، أو من يمين موسى.
(وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) قرب من المكان الذي شرفه فيه وعظمه ليسمع كلامه ، أو قربه من أعلى الحجب حتى سمع صريف القلم ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنه وقال غيره سمع صريف القلم الذي كتبت به التوراة ، أو قربه باصطفائه واجتبائه.