ولاتصاله بتاء التأنيث الساكنة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة والتاء تاء التأنيث لا محل لها.
(عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق ببكت وحركت الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. السماء : فاعل مرفوع بالضمة. والأرض : معطوفة بالواو على «السماء» وتعرب مثلها.
(وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كانوا منظرين : يعرب إعراب «كانوا فاكهين» الوارد في الآية الكريمة السابعة والعشرين .. بمعنى : مهملين أي لما جاء وقت إهلاكهم لم ينظروا إلى وقت آخر ولم يمهلوا إلى الآخرة بل عجل لهم.
(وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ) (٣٠)
(وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ) : يعرب إعراب «ولقد فتنا قوم فرعون» الوارد في الآية الكريمة السابعة عشرة وعلامة نصب «بني» الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للاضافة ـ أصله : بنين ـ.
(مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ) : جار ومجرور متعلق بنجينا. المهين : صفة ـ نعت ـ للعذاب مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة.
** (وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثلاثين .. المعنى : نجيناهم من الذل والاستعباد وقتل أبنائهم بإغراق عدوهم فرعون .. والمهين : اسم فاعل للفعل الرباعي «أهان» أما الفعل الثلاثي «هان» فمن معانيه ذل .. احتقر وحقر وهو ضد «عز» يقال : هان ـ يهون ـ هونا وهوانا ومهانة. وقيل في الأمثال : إذا عز أخوك وتعظم فتذلل وتواضع .. وقولهم : هون عليك : معناه : خفف ولا تبال : أي ولا تهتم.
وأصله : لا تبالي فحذفت الياء لأنه فعل مضارع مجزوم بلا الناهية. قال المتنبي :
من يهن يسهل الهوان عليه |
|
ما لجرح بميت إيلام |
وأصله : يهون. بتسكين النون لأنه فعل الشرط مجزوم بمن وحذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين.
** (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثلاثين .. المعنى : فيا محمد أهؤلاء المشركون أفضل وخير في القوة والمنعة والمال والجاه أم قوم تبع الحميري أفضل؟ المراد : ليس كفار قريش من قومك أقوى من قوم تبع الحميري ملك اليمن الذي جيش الجيوش وفتح المدن وكان مؤمنا وقومه كافرون.