** (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والأربعين .. المعنى : لا ينفع في ذلك اليوم أي يوم الفصل أي يوم القيامة مولى أي لا يدفع أحد عن أحد شيئا وسمي يوم القيامة يوم الفصل لأنه يفصل فيه بين الحق والباطل ويسمى أيضا يوم الحساب في قوله تعالى في سورة «الأنبياء» : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) أي اقترب يوم القيامة وحان وقوفهم للحساب في ذلك اليوم المهول .. وللمولى : عدة معان .. فيطلق على السيد ويطلق على العبد .. ويطلق على ابن العم .. ويطلق على الحليف الناصر.
** (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والأربعين .. وهذه الشجرة هي شجرة خبيثة ذات ثمر مر تنبت في بلاد العرب وقيل : تنبت أيضا في قعر ـ أصل ـ الجحيم.
وهي طعام المذنب الفاجر .. يقال : زقم الأكل : أي لقمه وابتلعه وزقمه زقما : بمعنى أطعمه الزقوم وتطلق هذه اللفظة على طعام قاتل. وتزقم : أي تلقم ـ بمعنى ابتلع ـ أي أكله بسرعة.
** (طَعامُ الْأَثِيمِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والأربعين .. المعنى : إن شجرة الزقوم هي طعام الفاجر الكثير الإثم .. لأن «الأثيم» من صيغ المبالغة ـ فعيل .. بمعنى فاعل ..
** سبب نزول الآية : قال أبو مالك : إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد فيقول : تزقموا بهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.
وعلى ذكر الطعام يقال : جعلت الطعام حلوا حامضا .. بمعنى : جعلته جامعا للطعمين .. لهذا قيل : إذا نصبت ثلاثة مفاعيل بالفعل «جعل» يكون حكم المفعولين الآخرين حكم الواحد. وعلى ذكر الأكل قيل في الأمثلة : فلان يعلم من أين ـ أو من حيث ـ تؤكل الكتف .. يضرب هذا المثل للرجل الداهية .. قال بعضهم : تؤكل الكتف من أسفلها. أما من أعلاها فيشق أكلها عليك. وذلك لأن المرقة تجري بين لحم الكتف من أسفلها. أما من أعلاها أي أما إذا أخذتها من أعلى انصبت عليك المرقة الجارية بين لحم الكتف والعظم. وإذا أخذتها من أسفل انقشرت عن عظمها وبقيت المرقة ثابتة مكانها أو كأنها ثابتة. وإضافة إلى ضرب المثل بذلك فقد ورد أيضا في قول الشاعر :
إني على ما ترين من كبري |
|
أعرف من أين تؤكل الكتف |
ويقال : إن كل مجرم أو كافر ما له إلا الأكل والتمتع أياما قلائل ثم البقاء في الهلاك أبدا.
** (ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والأربعين المعنى : ثم صبوا فوق رأسه عذابا هو الماء الحار جدا أي الشديد الحرارة والقول الكريم فيه استعارة لأن ذكر العذاب معلقا به الصب مستعار له ليكون أهول وأهيب.
** (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والأربعين .. وفيه تهكم بالأثيم وتوبيخ له حيث يقال له ذق العذاب إنك كنت تدعي أنك المنيع الكريم أي المتعزز المكرم في زعمك.
** سبب نزول الآية : قال عكرمة : لقي رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أبا جهل فقال : إن الله أمرني أن أقول لك : أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى فنزع يده من يده وقال : ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره بكلمته. ونزل فيه قوله تعالى : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ).