** (يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والخمسين .. السندس : هو ما رق من الديباج .. و «الإستبرق» هو ما غلظ من الديباج. أما : «الديباج» فهو ثوب سداه ولحمته إبريسم .. يقال : سدى ـ يسدي ـ الثوب سديا : بمعنى : سداه أي ما مد من خيوطه وهو خلاف «اللحمة» وهي ما مد به بين سدى الثوب : أي ما نسج عرضا و «استبرق» هو تعريب «استبر» فإن قيل : كيف ساغ أن يقع في القرآن الكريم العربي المبين لفظ أعجمي ـ أي غير عربي ـ فالجواب : بعد أن عرب خرج من كونه أعجميا .. لأن معنى التعريب أن يجعل عربيا بالتصرف فيه وتغييره عن منهاجه وإجرائه على وجه الإعراب ويصغر على «أبيرق».
(مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ) (٣١)
(مِنْ فِرْعَوْنَ) : جار ومجرور متعلق بنجينا وهو بدل من «العذاب المهين» كأنه في نفسه كان عذابا مهينا لإفراطه في تعذيبهم وإهانتهم ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة من «العذاب المهين» بتقدير : واقعا من جهة فرعون وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة.
(إِنَّهُ كانَ عالِياً) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عاليا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «كان عاليا» في محل رفع خبر «إن».
(مِنَ الْمُسْرِفِينَ) : جار ومجرور في محل رفع خبر ثان لإن التقدير والمعنى : إنه كان متكبرا مسرفا منهم في التكبر أي إنه كان متكبرا مسرفا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته المعنى : ونجيناهم من طغيان فرعون وتعذيبه إنه كان متعاليا على الناس من المكثرين في التكبر والمتجاوزين الحد.
(وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ) (٣٢)
(وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ) : معطوف بالواو على «ولقد نجينا» في الآية الكريمة الثلاثين. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. اختر : فعل ماض