الشهير أو المثل العربي المعروف : مكره أخوك لا بطل .. فأخوك هنا نائب فاعل لاسم المفعول «مكره» مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة ويجوز أن يكون «أخوك» مبتدأ مؤخرا قدم عليه خبره «مكره» ومن الأخطاء الشائعة قولهم : مكره أخاك لا بطل ـ بنصب «أخاك» وقيل : هذا الخطأ جاء على لسان الأعراب «أهل البادية» وسبب خطئهم هو رفعهم الأسماء الخمسة بالألف. والصحيح ـ كما هو معلوم ـ رفع الأسماء الخمسة بالواو ونصبها وجرها بالألف والياء أي يقال : أخاك في حالة النصب وبالياء «أخيك» في حالة الجر .. ومعنى المثل : أن أخاك محمول على ذلك لأنه ليس في طبعه شجاعة يضرب لمن يحمل ما ليس من شأنه و «لا» هنا حرف نفي وعطف وهي عاملة هنا لأن ما بعدها عكس ما قبلها لأن «بطل» وردت ضد ما قبلها الذي ليس فيه نوع من البطولة وإنما الإكراه على عمل شيء بعيد عن البطولة وهذا هو أحد شروط عمل «لا» النافية العاطفة فكلمة «بطل» مرفوعة لأنها معطوفة على مرفوع ومثله : مزق الطالب الكتاب لا الدفتر.
** (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) : بمعنى : ومدة حمله وفطامه ثلاثون شهرا وحذف المبتدأ المضاف «مدة» وحل محله المضاف إليه «حمله» فارتفع ارتفاعه .. وفي القول الكريم دليل على أن أقل الحمل ستة أشهر لأن مدة الرضاعة إذا كانت حولين ـ أي عامين ـ لقوله تعالى في سورة «البقرة» : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) بقيت للحمل ستة أشهر والحول مصدر الفعل حال : أي مضى وتم.
** (حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) : المعنى : حتى إذا بلغ غاية نموه وإدراكه .. والأشد : مفرد جاء على وزن الجمع.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ ولم يكن أحد أسلم أبوه وأمه سواه وقد أسلم رضي الله عنه وصدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو ابن ثمان وثلاثين سنة حيث بعث النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو ابن أربعين سنة فلما بلغ أبو بكر أربعين سنة قال (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ)
** (أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة عشرة .. المعنى : أولئك الشاكرون القائلون هذا القول هم الذين نتقبل منهم أحسن أعمالهم ونصفح عن ذنوبهم فحذف المشار إليه الصفة أو البدل «الشاكرون .. القائلون» اختصارا لأن ما قبله يدل عليه.
** (فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة السابعة عشرة .. المعنى فيقول هذا العاق ما هذا القول بالبعث إلا أكاذيب الأولين وأساطيرهم التي سطروها في الكتب فحذف المشار إليه «القول» الصفة أو البدل من اسم الإشارة اختصارا لأن سياق النص الكريم يدل عليه.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في عبد الرحمن بن أبي بكر قبل إسلامه .. هذا ما ذكره المصحف المفسر وقال صاحب التفسير الوجيز : نزلت هذه الآية الكريمة في عبد كافر عاق لوالديه وليس في عبد الرحمن بن أبي بكر كما في بعض الروايات لأن عبد الرحمن أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه.