سبحانه ورفع منه كما رفع من شأن السموات والأرض في قوله عزوجل : «فو رب السموات والأرض إنه لحق» صدق الله العظيم.
فضل قراءة السورة : قال الرسول المبشر محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «محمد» صلىاللهعليهوسلم كان حقا على الله أن يسقيه من أنهار الجنة» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ. وأخرج الطبراني في «الأوسط» عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان يقرأ سورة «محمد» في صلاة المغرب. وسميت هذه السورة الشريفة أيضا : سورة «القتال».
إعراب آياتها
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) (١)
(الَّذِينَ كَفَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كفروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «كفروا» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : كفروا بالله ورسوله.
(وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «كفروا» وتعرب إعرابها بمعنى وأعرضوا أو وامتنعوا عن الدخول في الاسلام أو يكون فعلا متعديا محذوف المفعول بمعنى : وصدوا غيرهم أو ومنعوا الناس والجار والمجرور «عن سبيل» متعلق بصدوا. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة وسبيل الله هو الإسلام.
(أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الله سبحانه. أعمال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين المتصل في محل جر مضاف إليه بمعنى : أبطل أعمالهم وأحبطها. أي جعلها كالضالة في الإبل أي المضيعة والمراد بضمير الغائبين هؤلاء الكافرين الصادين الناس عن الإسلام وهم كفار قريش من أهل مكة.