** (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية و «بالهم» بمعنى : حالهم. يقال : ما بالك؟ أي ما حالك وما شأنك؟ ومحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ هو الرسول الكريم نزل عليه الحق أي القرآن .. وسمي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بهذا الاسم وهو اسم مفعول فعله «حمد» لكثرة خصاله المحمودة ولهذا قيل : خير الأسماء ما حمد وعبد. يقال حمد العبد ربه : بمعنى : أثنى عليه المرة بعد المرة وقال : الحمد لله. يقال : حمده ـ بفتح الميم ـ أي شكره وحمده ـ بكسر الميم ـ ضد «ذمه» ومصدر «حمد» بفتح الميم وكسرها : حمدا .. ومصدر «حمد» بتشديد الميم : تحميدا. والتحميد : أبلغ من «الحمد» و «الحمد» : أعم من الشكر. يحكى أن رجلا قال للرشيد : الحمد لله عليك. فقال له : ما معنى هذا الكلام؟ قال : أنت نعمة حمدت الله عليها. وقيل : أول من سمي باسم النبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في الإسلام هو محمد بن حاطب. حين ولد بأرض الحبشة في الهجرة الأولى. و «النبي» جمعه : أنبياء وعن النبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه سئل عن عدد الأنبياء فقال : مائة ألف وأربعة عشرون ألفا. قيل : فكم الرسل منهم؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا وقيل : الفرق بينهما أن الرسول من الأنبياء هو من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه والنبي غير الرسول : هو من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله. وقيل : إن جميع أسماء الأنبياء أعجمية إلا أربعة : محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وصالح وشعيب وهود ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ أجمعين. وقيل : بل هم خمسة .. بإضافة اسماعيل ـ عليهالسلام ـ أما «يوسف» فقد اختلف حول كونه اسما عربيا أم غير عربي. وعن عائشة أنها قالت : لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة : لقد نزل جبريل ـ عليهالسلام ـ بصورتي في راحته حين طلب من رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا ولقد توفي وإن رأسه لفي حجري ولقد قبر في بيتي ولقد حفته الملائكة في بيتي وإن الوحي لينزل عليه في أهله فيتفرقون عنه وإنه كان ينزل عليه وأنا معه في لحافه وإني لابنة خليفته وصديقه ولقد نزل عذري من السماء ولقد خلقت طيبة عند طيب ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما. وقيل : لم يجمع الله تعالى اسمين من أسمائه عزوجل لأحد غير رسول الله محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في قوله تعالى في سورة «التوبة» (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) والاسمان هما : رءوف رحيم وهما من أسمائه سبحانه ـ جلت أسماؤه ـ أي من أسماء الله الحسنى يروى أنه قيل : يا رسول الله أرأيت قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) فقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : هذا من العلم المكنون ولو لا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به .. إن الله وكل بي ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إلا قال ذانك الملكان : غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين : آمين. ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال ذانك الملكان : لا غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته لذينك الملكين آمين «صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم».
** (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة .. المعنى فإذا صادفتم أو واجهتم الكافرين في أثناء القتال أو الحرب فاقتلوهم .. أصله : فاضربوا الرقاب ضربا فحذف الفعل وقدم المصدر وحذف تنوينه بعد إضافته إلى الرقاب حتى إذا أغلظتم في قتلهم أي جعلتموه ثخينا غليظا أو حتى إذا أوهنتموهم أي أضعفتموهم بالقتل والجرح أو أكثرتم فيهم القتل وقهرتموهم فأسروهم