(مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «قرناء» و «من» حرف جر بياني. والإنس : معطوف بالواو على «الجن» ويعرب إعرابه بمعنى أصحابا من الشياطين : شياطين الإنس والجن.
(إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «إن» الذي يفيد التعليل هنا لاستحقاقهم العذاب. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. خاسرين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والجملة الفعلية «كانوا خاسرين» في محل رفع خبر «إن» بسبب تكذيبهم الرسل وآثامهم.
** (وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة والعشرين .. المعنى : فوجبت عليهم كلمة العذاب كائنين في جملة أمم فحذف المضاف «جملة» وحل المضاف إليه محله.
** (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والعشرين .. المعنى : وقال الكافرون لا تنصتوا لتلاوة هذا القرآن وعارضوه بالكلام اللغو الذي لا معنى له ولا يعتد به أي وشوشوا في أثناء قراءته بالصياح واللغط لكي تمنعوا تأثير قراءته أي القرآن الكريم في نفوس سامعيه من الناس أو لكي تغلبوا محمدا بتشويشكم عليه حتى يسكت هو وصحبه. وقد حذف المضاف «تلاوة .. أو قراءة» وحل المضاف إليه «هذا القرآن» محله كما حذف مفعول «تغلبون» من باب الاختصار لأنه معلوم.
** (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) : ورد هذا القول في الآية الكريمة التاسعة والعشرين .. المعنى : قال الكافرون أرنا شياطين الفريقين : شياطين الجن وشياطين الإنس العاملين على إضلال الناس .. لأن الشيطان : على ضربين ـ أي نوعين ـ جني وإنسي .. وقيل : معناه : أعطنا اللذين أضلانا لندوسهما بأقدامنا. وقيل : إن «إبليس» هو علم جنس للشيطان .. ولهذا قيل : إن الشيطان : على ضربين : جني وإنسي .. وقيل : هما إبليس وقابيل في قوله تعالى في الآية الكريمة المذكورة آنفا لأنهما سنا الكفر والقتل بغير حق. وفي سورة «الناس» سمي إبليس بالشيطان «الوسواس» و «الخناس» لأنه يخنس إذا سمع الإنسان يذكر ربه .. أي ينقبض.
** (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثلاثين .. المعنى الذين قالوا ربنا الله وحده لا شريك له ثم داوموا على الاستقامة في عملهم الصالح وتوحيد الله أولئك تنزل عليهم ملائكة الرحمة بتؤدة تبشرهم بما يذهب عنهم الخوف والحزن ومما يدل على أن هذا يكون في الدنيا قوله تعالى في الآية الكريمة التالية : (نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ..) أي نحن متولو أموركم في الحياة الدنيا وفي الآخرة.