** (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى وفيه جاء الفعل «فتح» على لفظ الماضي للدلالة على شأن المخبر وعلوه في ما لا يخفى .. والماضي في إخبار الله سبحانه بمنزلة الكائن الموجود .. المعنى : يسرنا لك يا محمد فتح مكة ونصرناك على عدوك.
** (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة .. المعنى المنافقون والمنافقات والمشركون والمشركات الذين يظنون أن الله لا ينصر رسوله أي ظن الأمر السوء فحذف المضاف إليه الموصوف «الأمر» وحلت الصفة «السوء» محله. عليهم دائرة السوء أي عليهم ما يظنونه ويتوقعونه أو دائرة ظنهم السيئ بالمؤمنين وقيل : هي الداهية التي تحيط بهم بمعنى : عليهم الهزيمة والشر .. يقال : ساءه ما قلت له : بمعنى : أحزنه وهو عكس «سره» والاسم منه : السوء ـ بضم السين ـ ويقال هذا رجل سوء ـ بفتح السين ـ فذكرت الكلمتان بضم السين وفتحها والفرق بينهما أن مفتوح السين غلب في أن يضاف إليه ما يراد ذمه من كل شيء ـ كما أضيف رجل إلى سوء ـ أما مضموم السين فهو جار مجرى الشر الذي هو نقيض الخير .. يقال : أراد به السوء ـ بضم السين ـ أو أراد به الخير ولذلك أضيف الظن إلى مفتوح السين لكونه مذموما كما في الآية الكريمة المذكورة. قال رجل لعائشة ـ رضي الله عنها ـ : يا أم المؤمنين متى أعلم أني مسيء؟ قالت : إذا علمت أنك محسن.
** (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والجمل الفعلية فيه جاءت بصيغة المخاطبين .. الجمع .. وجاءت المخاطبة في الآية الكريمة السابقة بصيغة المفرد (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) وهنا جاءت المخاطبة للناس لأن مخاطبة الرسول هي مخاطبة لأمته والمراد بتعزيز الله : تقوية دينه ورسوله.
** (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العاشرة .. والمراد بهذا القول الكريم : يد رسول الله التي تعلو أيدي المبايعين هي يد الله لأن الله تعالى منزه عن الجوارح ـ أي الأعضاء ـ وعن صفات الأجسام فحذف المضاف إليه «رسول» وبقي المضاف إليه الثاني لفظ الجلالة بمعنى إنه تعالى مطلع على مبايعتهم أي عهدهم وهذا تأكيد للبيعة. ولفظة «يد» لفظة مؤنثة .. وللإنسان يدان ـ مثنى يد ـ وتجمع على «أيد» ـ جمع قلة ـ وعلى «أياد» وهو جمع كثرة .. واليد : هي من المنكب ـ بفتح الميم وكسر الكاف ـ إلى أطراف الأصابع والمقصود بالمنكب كونه عونا يعتمد عليه لأن أصله : نكب الرجل قومه نكابة ـ بكسر النون ـ فهو منكب : أي كان منكبا لهم : بمعنى : عونا لهم يعتمدون عليه .. ومنه القول : تنكب المقاتل سلاحه : أي ألقاه على منكبه ومنكب الرجل : هو مجتمع رأس العضد والكتف. ومثل هذا القول الكريم قوله تعالى في سورة «المائدة» : «بل يداه مبسوطتان» وفيه أيضا كناية عن الجود بمعنى هو جواد ـ أي سخي كريم ـ من غير تصور يد ولا بسط لأن الله ـ كما ذكر ـ منزه عن الجوارح ـ جمع جارحة أي عضو ـ سميت بذلك لأنها تكتسب مأخوذة من الفعل «جرح» الرجل : بمعنى : اكتسب .. فهو جارح ـ اسم فاعل ـ.
** (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية عشرة .. سيقول لك يا محمد الذين تخلفوا عن نصرتك ولم يخرجوا معك إلى الحديبية أو إلى مكة للعمرة .. والأعراب : هم سكان البادية خاصة والنسبة إليهم : أعرابي وليست كلمة «الأعراب» جمعا لكلمة «العرب» بل هي اسم جنس .. والعرب : هم جيل