من الناس والنسبة إليهم : عربي وهم أهل الأمصار ولغتهم هي اللغة العربية و «العرب» بفتح العين والراء .. والعرب ـ بضم العين وسكون الراء ـ بمعنى واحد كلفظة «العجم» و «العجم» وشغلتنا : بمعنى : ألهتنا .. يقال : شغل عنه بكذا بمعنى : التهى به عنه وشغله بكذا : بمعنى : جعله مشغولا به .. وشغله الأمر ـ يشغله ـ شغلا .. من باب «نفع» فالأمر شاغل ـ اسم فاعل ـ وهو مشغول ـ اسم مفعول ـ ويقال أشغلته فاشتغل مثل أحرقته فاحترق أي جاء الفعل هنا مطاوعا وقد هجر ـ ترك ـ استعمال الفعل الرباعي «أشغل» في فصيح الكلام .. أي يقال : شغله ولا يقال أشغله لأنه ـ أي الفعل الرباعي ـ لغة رديئة وقولهم : هو في شغل شاغل .. توكيد له كليل لائل. وقال أحدهم : نفسك إذا لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .. ويقال : فلان اشتغل قلبه .. وهو كناية عن تشويش أفكاره واضطرابها .. وقالت العرب في أمثالها : شغلني الشعير عن الشر والبر ـ بضم الباء ـ وعن البر ـ بكسر الباء ـ البر ـ بضم الباء هنا بمعنى القمح .. والبر ـ بكسر الباء ـ بمعنى الطاعة والصدق وقد ورد الفعل «شغل» في قول الشاعر :
الأم مدرسة إذا أعددتها |
|
أعددت شعبا طيب الاعراق |
الأم روض إن تعهده الحيا |
|
بالري أورق أيما إيراق |
الأم أستاذ الأساتذة الأولى |
|
شغلت مآثرهم مدى الآفاق |
وردت هذه الأبيات في قول الشاعر حافظ إبراهيم عن منزلة «الأم».
** (فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) : المعنى فاستغفر لنا ربك يا محمد قالوا ذلك ناطقين بألسنتهم نفاقا .. وألسنة : جمع «لسان» وقد يكنى به عن الكلمة فيؤنث حينئذ فمن ذكره قال : ثلاثة ألسنة ومن أنثه قال : ثلاث ألسن .. ويقال : هذا الرجل لسان القوم : بمعنى : المتكلم عنهم .. قال أبو حاتم : تذكير اللسان «أي ألسنة» هو الأكثر وهو في القرآن الكريم كله مذكر .. واللسان : هو اللغة فيؤنث وقد يذكر باعتبار أنه لفظ فيقال : لسانه فصيح وفصيحة أي نطقه فصيح ولغته فصيحة .. وقيل : المرء بأصغريه قلبه ولسانه .. فلفظة «قلبه» هي جزء من لفظة «أصغريه» لأن الأصغرين هما القلب واللسان .. وسويداء القلب : هي حبته وقيل ثمرته .. وسواد القلب وأسوده وسوداؤه : كلها مثل «سويدائه».
** (وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) : هذا القول الكريم هو نهاية الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى : وكنتم قوما هلكى. وهو جمع «بائر» ولغة لا جمع لبائر مثل «بشر» ولذلك وصف به الواحد والجمع والمذكر والمؤنث.
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) (٤)
(هُوَ الَّذِي) : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو».
(أَنْزَلَ السَّكِينَةَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. السكينة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.