«بعيد» لانقطاعه عن الإضافة. وفي القول الكريم وضع الظاهر «الكافرون» موضع الضمير في «عجبوا» تأكيدا على أنهم مقدمون على الكفر العظيم أي لم يقل فقالوا ..
** (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة. وجاء فيه الحرف «بل» وهو حرف إضراب .. والإضراب هنا دليل على أنهم جاءوا بما هو أفظع من تعجبهم وهو التكذيب بالنبوة أو بالنبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والقرآن حين جاءهم فهم في أمر مضطرب قلق في شأن القرآن الكريم فتارة يقولون : إنه سحر أو إنه ـ أي الرسول محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ساحر وتارة يقولون إنه شاعر وتارة إنه كاهن ولفظة «مريج» مأخوذة من «مرج الخاتم في الإصبع» يمرج ـ مرجا : بمعنى : قلق .. وهو من باب «طرب» ومثله : مرج الأمر والدين : أي اختلط وهو مريج ـ فعيل بمعنى فاعل ـ أي قلق أو مختلط.
** (رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة وفيه جاءت الصفة «ميتا» لفظة مذكرة والموصوف «بلدة» لفظة مؤنثة. والصفة تتبع الموصوف تذكيرا وتأنيثا والسبب في ذلك أن «بلدة» و «بلد» بمعنى واحد أو لأن «ميتا» يستوي فيه المذكر والمؤنث.
** (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة وفيه أنث الفعل «كذبت» مع فاعله المذكر «قوم» لأنه فصل عن فاعله بفاصل ولأن لفظة «القوم» هنا أريد بها معنى «الجماعة» وكذلك الأسماء المعطوفات على «قوم» على معنى «جماعات» المعنى كذبت قبل قريش بالبعث والنبوة أو كذبت رسلها .. و «أصحاب الرس» أي أصحاب البئر وقيل : الرس : بئر كانت لبقية من ثمود رس أي رس قوم ثمود نبيهم فيها .. و «ثمود» هم قوم «صالح» ولفظة «ثمود» لم تنون لأنها بتأويل القبيلة وينون آخر اللفظة إذا أريد بها : الحي أو الأهل ..
** (وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة .. المعنى : وكذبت بالبعث أو الرسل قبيلة عاد ـ قوم هود ـ وفرعون ملك مصر وقومه وإخوان لوط أي وقوم لوط .. وسموا إخوانه لأنهم كانوا أصهاره ونون آخر «عاد» لأنه أريد به اسم رجل من العرب الأولى وبه سميت القبيلة قوم هود.
** (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة .. المعنى : وكذبت بالبعث أو الرسل أصحاب الأيكة : وهي واحدة الشجر الكثيف الملتف وجمعها : أيك. والمراد بهم : قوم شعيب وقوم تبع الحميري ملك اليمن .. كل هؤلاء كذبوا رسلهم .. وبعد حذف المضاف إليه «هؤلاء» نون آخر المضاف «كل» لانقطاعه عن الإضافة ووحد الضمير والفعل في «كذب» أي لم يقل «كذبوا» على لفظ «كل» لا على معناه.
** (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة .. المعنى : أفعجزنا أي أعجزنا بابتداء الخلق فنعجز بإحيائكم بعد أن تبلى أجسادكم وتستحيل ترابا؟ كلا لم نعجز بل هم في خلط وشبهة والتباس فإذا لم يعي الله تعالى بالخلق الأول على عظمته فالخلق الجديد أولى أن لا يعيا به. واللبس ـ بفتح اللام ـ بمعنى : الخلط والشبهة .. ويأتي مصدر الفعل «لبس» بفتح الباء ومضارعه : يلبس ـ بكسر الباء لأنه من باب «ضرب» نحو : لبس علينا الأمر : أي اختلط أما الفعل «لبس» بكسر الباء ومضارعه يلبس ـ بكسر الباء ـ فمصدره «لبسا» بضم اللام نحو : لبست