الكسرة المنونة بمعنى غير بعيدة عنهم بل يشاهدونها أمامهم أو يكون «غير» حالا من «الجنة» وذكر لأنه على زنة المصدر كالزئير والصليل والمصادر يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث أو يكون على حذف موصوف كما حذف في التقدير : أي مكانا غير بعيد بمعنى : شيئا غير بعيد ومعناه التوكيد كما نقول : هو قريب غير بعيد وعزيز غير ذليل.
(هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) (٣٢)
(هذا ما تُوعَدُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف بمعنى : يقال لهم هذا هو الجزاء أو الثواب الذي وعدكم به الرسل. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو ما توعدون» في محل رفع خبر «هذا» والجملة الفعلية ـ بعد تقدير الفعل ـ يقال لهم هذا ما توعدون ـ لا محل لها لأنها اعتراضية بين الجار والمجرور «للمتقين» وبين (لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ). توعدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما توعدونه أو يكون العائد جارا. التقدير : ما توعدون به والاشارة إلى إزلاف ـ قرب ـ الجنة أو إلى الثواب.
(لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) : جار ومجرور بدل من «للمتقين» بتكرير حرف الجر. أواب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : رجاع إلى الله. حفيظ : صفة ـ نعت ـ لأواب مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى حافظ لحدوده أو للشرائع واللفظتان من صيغ المبالغة ـ فعال بمعنى ـ فاعل ـ
(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (٣٣)
(مَنْ خَشِيَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه بدل من «للمتقين» بدل بعد بدل تابع لكلمة «كل» في الآية الكريمة السابقة ويجوز