فضل قراءة السورة : قال نبي الله العادل محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ «فصلت» أعطاه الله بكل حرف عشر حسنات» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ. أخرج عبد بن حميد وأبو يعلى والبغوي : إن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قرأها على عتبة بن ربيعة إلى قوله تعالى : (فَإِنْ أَعْرَضُوا) ـ الآية الثالثة عشرة ـ وكانت قريش قد أرسلته مندوبا عنها ليفاوض النبي في ترك دعوته ويقدموا له المال والنساء وغيرهما فعاد عتبة قائلا عن القرآن : والله ما هو بشعر ولا كهانة.
إعراب آياتها
(حم) (١)
هذه الأحرف وأمثالها التي تبدأ بها السور الشريفة شرحت بصورة مفصلة في سورة «يوسف».
(تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (٢)
(تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) : خبر «حم» مرفوع بالضمة المنونة إن جعلت «حم» في موضع رفع مبتدأ على أنها اسم للسورة. وإن جعلت «حم» تعديدا للحروف كان «تنزيل» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذا القرآن تنزيل. من الرحمن : جار ومجرور في محل رفع متعلق بتنزيل أو بصفة محذوفة منه. الرحيم : صفة ـ نعت ـ للرحمن مجرور مثله وعلامة جره الكسرة بمعنى من الله الرحمن الرحيم. فأقيمت الصفة مقام الموصوف وعلى هذا التقدير يكون «الرحمن الرحيم» صفتين ـ نعتين ـ للفظ الجلالة سبحانه.
(كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (٣)
(كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ) : خبر ثان للمبتدإ «حم» أي خبر بعد خبر إن جعلت «حم» اسما للسورة وإن جعلت «حم» تعديدا للحروف أعرب «كتاب» بدلا من «تنزيل» أو خبرا ثانيا للمبتدإ المحذوف وهو مرفوع بالضمة المنونة أو يكون «كتاب» خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا كتاب أو يكون «تنزيل» مبتدأ وخبره «كتاب» وجاز الابتداء بتنزيل وهو اسم نكرة