(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) (٦)
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) : الفاء استئنافية. تفيد هنا التعليل بمعنى فلا ينفعهم النذر ـ المنذرون ـ فأعرض عنهم. تول : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة ـ الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. عن : حرف جر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق بتول.
(يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيخرجون ـ الواردة في الآية الكريمة التالية ـ أو يكون مفعولا به منصوبا بفعل محذوف تقديره : اذكر. يدع : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل على الواو المحذوفة خطا واختصارا وللوصل وبقيت الضمة دالة عليها. الداع : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها بمعنى : يوم يدعو إسرافيل عند النفخة الثانية للحياة والحساب بعد أن نفخ النفخة الأولى التي أفنى بها الكائنات.
(إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) : جار ومجرور متعلق بيدعو. نكر : صفة ـ نعت ـ لشيء مجرور مثله وعلامة جرهما «الموصوف والصفة» الكسرة المنونة بمعنى : إلى شيء منكر فظيع تنكره النفوس وتهلع من هوله وهو يوم القيامة.
(خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) (٧)
(خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ) : حال من ضمير «يخرجون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أبصار : فاعل مرفوع بفعل اسم الفاعلين «خشعا» لأنها جمع «خاشع» والخشوع : هو التذلل بمعنى فيخرجون من قبورهم ذليلة أبصارهم أو على معنى : يخشعن أبصارهم ـ وهي لغة طيئ ـ أي على لغة «أكلوني البراغيث» وذلك بإيراد فاعلين لفعل واحد ويجوز أن يكون في «خشعا» ضميرهم وتكون «أبصارهم» بدلا عنه. و «هم» ضمير الغائبين .. المتصل في محل جر مضاف إليه.